14 سنة تمر على وفاة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات “ابو عمار “ حامل لواء المقاومة الفلسطينية ، التي قال بشأنها انها ثورة حتى النصر ...ثورة استمرت بعده وتعززت المقاومة بقوافل الالاف من الشهداء من مختلف الاعمار ..ولم تزل شعلة وميضها ملتهب يتجدد بريقها كل يوم بدماء شهيد جديد.
لا تزال بحة صوته تدوي المقرات الاممية ، وفي اركان قاعات الاجتماعات العربية والغربية منها ، اختزل كل حياته ووقته وصحته لشعب فلسطين ، جاعلا من ارض الحرمين .. القضية الام ، استمر منذ ترؤسه لمنظمة التحرير الفلسطينية سنة 1969 قائدا رمزا في الدفاع عنها حتى داخل معاقل الاحتلال.
ارتبط ابو عمار بالجزائر بلدا وقيادة وشعبا ، فكان له في كل بيت ذكرى ، وفي كل مدرسة شعار “ مع فلسطين ظالمة او مظلومة “ كتب بالبنط العريض على جدرانها ، فحفظه الاطفال عن ظهر قلب ، هكذا كانت تستقبل الجزائر رفيق الكفاح رمز المقاومة الفلسطينية خلال سبعينيات القرن الماضي الى اخر زيارة له في الالفية الثانية.
قال ذات يوم، “لو خيرت بين ان ادفن فوق تراب فلسطين أو خارج التراب المقدسي لاخترت ارض المليون ونصف مليون شهيد، هكذا كان يفكر الفقيد عرفات، في الجميل الذي قدمته الجزائر الى فلسطين قيادة وشعبا ومنظمة التحرير، لذلك ظل ابو عمار متمسكا بهذا الارتباط الى ان تم الاعلان الرسمي على ترابها قيام دولة فلسطين وعاصمتها القدس.
صال وجال الرجل كل المعمورة مدافعا عن خيارات بلده ، معرضا حياته للخطر نجا من تفجيرات عدة وعمليات اغتيال كادت تؤدي بحياته، ومست شخصيات كبيرة في القيادات الفلسطينية داخل الارض وخارجها، ولم تهزه تلك المؤامرات بل زادته عزيمة، واستمرر في كسب التأييد الدولي العالمي.
رغم الاختلافات والتباين في الرؤى السياسية بين الاحزاب الوطنية إلا انه كان رجل اجماع بامتياز ، يمتلك ناصية الخطيب وبديهة السياسي ودهاء المناور ، وحذر المحارب وطيبة العربي، هذه كانت صفات الفقيد ياسر عرفات ، اقترنت بشخصه لترتبط هي الاخرى بانتفاضة الحجارة الى اليوم.
