ثلاثة عقود مرت على إعلان الدولة الفلسطينية من الجزائر، لتنجز بذلك أرض الشهداء واحدا من الوعود التي قطعتها على نفسها في سبيل نصرة قضية الشعب الفلسطيني المحتل وأنها لن تألو أي جهد في دعم كفاحه المشروع ضد الاحتلال بكل الوسائل المشروعة التي كفلتها الشرعية الدولية وقبلها الشرائع السماوية ، القوانين الوضعية بل حتى الأعراف والتقاليد، التي أجمعت كلها على حق المظلوم في الدفاع عن النفس وهو حق يسعى البعض إلى تقويضه منطق مقلوب مغالطات زائفة تريد أن تصور – للأسف- مقاومة الشعب الفلسطيني على أنها ضرب من الإرهاب في حين يغضون الطرف عن إرهاب الدولة الذي يمارسه الاحتلال في حق الأطفال و النساء الفلسطينيين من حصار، تجويع وخراب ...الخ؟ ولكن هذا الاحتلال يتقن جيدا لعب دور الضحية وهو الدور الذي يتقنه جيدا منذ احتلاله للأراضي الفلسطينية.
الجميع يعرف ملابسات وظروف إعلان دولة فلسطين سنة 1988 بالجزائر خاصة بعد الغارات التي نفذها طيران الاحتلال الصهيوني على حمام الشط بتونس قبل 3 سنوات من على الإعلان والتي استهدفت مقرات لقيادة المقاومة الفلسطينية في تونس و بعدها الاغتيال الجبان للشهيد خليل الوزير (ابو جهاد) بتونس شهر مارس 1988 بالإضافة إلى العدوان الأمريكي على ليبيا وتواجد الأسطول السادس بالمتوسط، ولكن رغم كل ذلك رفعت الجزائر التحدي وتحملت مسؤوليتها التاريخية وأنجزت التزامها اتجاه قضايا التحرر وبينما رفض الجميع تحت مختلف الذرائع والحجج، وفرت الجزائر للفلسطينيين بمختلف فصائلهم المقاومة المكان لإعلان وثيقة الاستقلال مع التزامها بمواصلة دعمها لكفاحهم من أجل تجسيد هذه الدولة على أرض الواقع و لكن للأسف السياسات الدولية و كبار صانيعها المتشبعين بمنطق الكيل بمكيالين يضاف الى ذلك المؤامرات والدسائس وسياسات الوصاية والأبّوة كل ذلك رهن حلم الشعب الفلسطيني الذي مازال يكابد الشتات والاضطهاد في انتظار رؤية وطنه المستقل والذي سيراه ولو بعد حين.
رسالة التهنئة التي وجهها رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة إلى رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس - بمناسبة الذكرى 30 لإعلان دولة فلسطين- هي تأكيد من على أن دعم الجزائر لم يتوقف ولن يتوقف عند حدود إعلان هذه الدولة الفلسطينية من الجزائر وأنه سيتواصل ويستمر إلى غاية تقرير الشعب الفلسطيني الشقيق لمصيره واسترجاع كل حقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة على أرضه وعاصمتها القدس.
