يتدعم المشهد الاقتصادي بأرضية فضائية عالية الجودة، من خلال تشغيل القمر الصناعي «ألكوم سات1» الذي يوفر لكل القطاعات أدوات تكنولوجية من شأنها أن تعزز قدرات الأداء المناجيريالي وتضاعف من وتيرة الإنتاج وتقلص من كلفته أيضا. وهنا يكمن بالضبط مركز المؤسسة الإنتاجية سواء في الفلاحة أو الصناعة أو السياحة والبيئة.
في هذا الإطار من شأن اعتماد تخفيضات لأسعار خدمات الانترنيت ابتداء من مطلع السنة القادمة 2019 كما أعلنته وزيرة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال، أن يعطي نفسا جديدا للمنظومة الاقتصادية خاصة المؤسسات في توظيف الإمكانيات التقنية الحديثة ضمن برامجها الاستثمارية والتسويقية.
إنّه مكسب ثمين لمسار النمو وتجسيد لكل تلك الطموحات في إنجاز الانتقال الاقتصادي والتوجه إلى إرساء قواعد اقتصاد المعرفة الذي يتطلب استغلالا وبعقلانية ورؤية سديدة لمكسب القمر الاصطناعي، ليكون جسرا في الفضاء يحمل المؤسسة الجزائرية ورجل الأعمال والمستثمر إلى كافة الأسواق عبر أرجاء الكون في وقت وجيز وبأقل كلفة. لقد حققت بلدان عديدة خطوات عملاقة في استعمال الانترنيت مستهدفة أسواقا سواء للتصدير أو للحصول على الموارد الأولية بأسعار تنافسية، والأمثلة كثيرة تؤكد مدى القيمة المضافة لتكنولوجيات الاتصال الجديدة في تحقيق النمو وتعزيز الانتشار على مستوى الأسواق، غير أن الأمر يقتضي بالمقابل إدراك القائمين على الشأن الاقتصادي بجميع قطاعاته مدى الأهمية التي يكتسيها هذا التوجه. وهو ما سارعت إليه وزارتا التربية والصحة لتعويض الفارق المفقود جراء التحول التكنولوجي. إن كل تأخر في إدراك أهمية هذا التحول النوعي لإعادة رسم المشهد الاقتصادي والتموقع جيدا في حركيته محليا، إقليميا وعالميا يترتب عنه كلفة باهظة لا يحتملها ميزان الموارد المالية المتاحة والتي تواجه تداعيات الصدمة الخارجية التي يتأكد كل يوم أنها مصدر خطر على احتياطي العملة الصعبة مقابل متطلبات التنمية، التي تستوجب البحث عن موارد إضافية جديدة لا مجال للحصول عليها سوى بالرفع النوعي من معدلات النجاعة لمعادلة الإنتاج والإنتاجية التي تحسم معركة التنافسية. لا يمكن لأي مؤسسة تحرص على أن تضمن الديمومة في السوق أن لا تواكب التحولات التكنولوجية بالانخراط في معتركها وفقا لرؤية واضحة المعالم ترتكز على فعالية مواردها البشرية والانفتاح على محيطها وبخاصة ما يضعه القمر الصناعي من أدوات وفرص وتقنيات تقدم بدائل مرنة وسريعة لمعالجة مختلف الجوانب المتعلقة بالاستثمار والإنتاج و»المركتيغ»، والأكثر أهمية لمتابعة مؤشرات الأسواق سريعة التغير قصد تحسين قوة التحليل والإستشراف.
