كيف لا نحتفل بمولده..؟!

أمين بلعمري
18 نوفمبر 2018

لم يعد هناك أدنى شك أن مرجعيتنا الدينية الوطنية مستهدفة ليس لذاتها و لكن لضرب وحدة الشعب الجزائري و انسجامه المجتمعي ، من خلال احداث ثغرات في هذه المرجعية لبث الريبة و الارتباك من أجل استنساخ الوصفة العراقية أو اللبنانية في الجزائر و جعلها مسرحا لمواجهات طائفية بالنيابة؟

لقد فشل الاستعمار الفرنسي طيلة 132 سنة في القضاء على قناعات و معتقدات الشعب الجزائري و لم يستطع تحويله عن دينه و ظل هذا الشعب  يعض بالنواجذ على إسلامه الذي ورثه عن ابائه و أجداده على مدار تلك السنين الطوال و لم يبدل تبديلا حتى حلت بشائر النصر و الاستقلال،  و ظل الشعب الجزائري على مذهبه المالكي السني كما هو حال كل دول المغرب العربي و الكثير من الدول الإفريقية على حدودنا الجنوبية و ساهم هذا الفكر بوسطيته و اعتداله في بث ثقافة التعايش و التسامح و نبذ العنف و الإكراه و لم ينكر على الجزائريين عاداتهم و تقاليدهم المنسجمة أصلا مع تعاليم الشريعة الإسلامية السمحى و ظل الجزائريون يحتفلون لقرون بمولد النبي المصطفى عليه الصلاة و السلام بأحياء ليالي المولد بالتهليل و التسبيح و الصلاة على النبي محمد بل ان مشايخنا و علمائنا كانوا أكثر الحريصين على الاحتفاء بالمولد إلى غاية ظهور أفكار غريبة دخيلة تحرم إحياء هذه السنة الحميدة و تدعي أنها بدعة ما انزل الله بها من سلطان ؟.

ليس هناك إنسان سوّي يبارك إحياء المولد النبوي الشريف  بالمفرقعات و الألعاب النارية  أو بازعاج الناس و ترويعهم و هذا علاوة على ما في ذلك من تبذير و إسراف و لكن أن يصل الأمر بالبعض إلى تحريم الاحتفاء بالمولد و اتخاذ ذلك كذريعة فان ذلك يبدو أنه حكم قاس يتنافى مع الدين الإسلامي الذي لم ينكر حتى على المشركين مكارم أخلاقهم فكيف على المسلمين إحياء مولد نبيّهم ؟.

حان الوقت لأخذ هذه الأمور على محمل الجد و إنشاء هيئة إفتاء وطنية رسمية تسد الطريق أمام المتنطعين و الأدعياء الذين أصبحوا يتشدقون بفتاوى مغرضة عبر وسائط التواصل أو بعض القنوات التلفزيونية حول مسائل فصل فيها قبل 14 قرنا مما يعطيك الانطباع  أحيانا أن الوحي لم ينقطع  أفلم يطلع هؤلاء على خطبة الوداع التي قال فيها الرسول محمد صل الله عليه و سلم انه أكمل لنا ديننا ؟.

ستظل الجزائر تحتفل بالمولد النبوي الشريف و سيظل الشعب الجزائري يعتز بذلك و لن تكون هذه الليلة المباركة التي ولد فيها خير البرية كسائر الليالي و ستشعل فيها الشموع و تحضّر فيها "الطمينة" و ستصدح حناجر المصلين في مساجدهم بالصلاة و السلام على الرسول الذي أشرقت لمولده أنوار السماوات و الأرض فكيف لا نحتفل بمولده ؟   

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19450

العدد 19450

السبت 20 أفريل 2024
العدد 19449

العدد 19449

الجمعة 19 أفريل 2024