التكيف الحذر

جمال أوكيلي
21 نوفمبر 2018

من الصعوبة بمكان تقييم عمل المجالس الشعبية المنتخبة، بعد سنة من إجراء الانتخابات المحلية في 23 نوفمبر 2017، نظرا لقصر الفترة التي لا تحتسب في عمر العهدة المقدرة بـ 5 سنوات كاملة، غير أن المتتبع لهذا الشأن يمكنه إثارة مؤشرات لابد منها خلال 12 شهرا، علما أن هذا التذكير مرتبط بالحدث المعنون بالتاريخ المذكور سالفا وليس باليوم الذي تمّ فيه تنصيب هؤلاء المنتخبين في بداية ديسمبر.
المسؤولون المحليون الذين يشرفون اليوم على إدارة هذا المرفق العام عرضوا على المواطنين برنامجهم سواء باسم الحزب الذي يرعاهم أو كأحرار، فأين هم من كل تلك الوعود البراقة التي حملوها من حي إلى آخر ومن تجمع إلى نشاط جواري، يترجون الناس لمنحهم ثقتهم قصد الشروع في التكفل بانشغالاتهم في شتى القطاعات الحيوية التي لطالما نادى بها المواطن.
نعتقد بأن الإشكال يكمن هنا، عندما نطرح السؤال التالي، هل بقي هؤلاء أوفياء لكل ما التزموا به من أفكار منها القصيرة المتوسطة أو الطويلة المدى؟ ما يهمنا تلك المذكورة في التصنيف الأول تماشيا مع العام الأول.
قد نستشف ذلك جليا من ما نقله له لنا مراسلونا في عينات من الجزائر العميقة، سواء بالغوص في أعماق الموضوع المكلفين به أو بالتواصل المباشر مع رؤساء البلديات، أو معرفة أراء المواطنين أو المتعاملين الاقتصاديين.. سنكتشف ماذا قدم هؤلاء على ضوء ما أنجزوه؟ لأن المطويات والوثائق التي كانت توزع هنا وهناك، لا تعد ولا تحصى وعندما تقرأ محتواها تجدها غنية وثرية بالمقترحات (تأسيس مجالس استشارية، جمعيات، لجان أحياء، الديمقراطية التشاركية، فضاءات المدينة، وهو ما يعرف بـ «كوف ـ فيل» وغيرها من هذه الهياكل)، ناهيك عن المشاريع الكثيرة المذكورة بإسهاب وقائمتها طويلة ومرقمة من ١ إلى أكثر من ٢٠ نقطة.
لابد من إقامة تلك الفواصل بين بلدية حضرية، وريفية وبين رئيس بلدية يتولى المسؤولية لأول مرة وآخر يعود ثانية وثالثة و...له دراية كاملة بدواليب هذا المرفق، وكل المحيطين به، لا يسير كما يأمله الجميع وإنما يدخل في لعبة مغالبة طرف على طرف آخر، وإضعاف البعض على البعض الآخر للأسف هذه الذهنية موجودة ومدرجة كإستراتيجية في تحركات الكثير، يشعر بها كل من هو على اطلاع «بأدغال» البلديات خاصة في المدن الكبرى، أما في المناطق شبه الحضرية أو النائية، فإن هذه العقلية غائبة.
كون المطالب لها أبعاد جوارية.. ما تزال البلدية لدى الجزائري الجهة التي تتكفّل به في الظروف الصعبة وتساعده وتتضامن معه، وفي مقابل ذلك لا تقول أفٍ.. وهذا وفق امكانياتها المتاحة.
ما قلناه ليس تثبيطا للعزائم، والتأثير في معنويات الآخر وإنما دعوة المنتخبين المحليين إلى ترجمة كل تلك التعهدات المعلنة والتي ما تزال حبرا على ورق نظرا لضيق مجال تجسيدها، وغياب الآليات الإضافية التي تساعد على المضي قدما في هذا الاتجاه.. لأن أنظار المواطن ما تزال مشدودة إلى البلديات يتابع كل صغيرة وكبيرة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024
العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024
العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024