عودة الفريق الوطني الى الواجهة أسعدت الجمهور الجزائري ليس بالنتيجة فقط، وإنما في الطريقة التي ينتهجها المدرب جمال بلماضي الذي بدأ « يطبع « بصمته على « الخضر « ، بعدما لمسنا تلك « الرغبة « في تحدي الصعاب لدى اللاعبين على أرضية الميدان في أدغال افريقيا ...
ففي وقت قريب كانت «الحسابات» كبيرة و كثيرة عند اقتراب مواعيد التصفيات خارج الديار، بالرغم من مواجهة الفريق الجزائري لمنتخبات ليس لها مسار مميّز في المنافسة، و هو الأمر الذي كان « ينقص من مردود « اللاعبين و كذا التشكيلة ككل كون التحضير البسيكولوجي لم يكن في المستوى المطلوب.
لكن الأمور تغيّرت بفضل « حنكة « بلماضي الذي أعطى للمنتخب نفس الصورة التي كان يمتاز بها كلاعب يبذل كل ما لديه من إمكانيات فوق الميدان و بعزيمة كبيرة يبحث عن الفوز في كل الوضعيات.
كما أن « المغامرة « في الاختيارات تضيف «طعما لذيذا» للطبق المقدم من طرف الفريق الوطني والمتعلق بمنح الفرصة للاعبين شبان و آخرين لم يسبق لهم اللعب كأساسيين في « موعد هام « متعلق بامكانية كسب تأشيرة التأهل خارج الديار
إنه التوجه الذي اختاره الناخب الوطني الجديد الذي ذكّرنا ببعض المدربين الذين سبقوه في الماضي، و كسبوا « الرهان» و كذا « قلوب « الملايين من متتبعي الكرة في بلادنا، على غرار المرحوم عبد الحميد كرمالي الذي توّج بكأس إفريقيا للأمم 1990 بعدما اعتمد على لاعبين شبان قدموا الشيء الكثير، من بينهم موسى صايب، محمد رحيم، مسعود أيت عبد الرحمان، طارق لعزيزي.
يمكن القول أن وضع إستراتيجية تعتمد على استدعاء «الأحسن»، و فرض المنافسة الدورية الى جانب تحفيز اللاعبين من الناحية المعنوية تعتبر أدوات للسير في طريق النجاح، بالرغم من أن هذا الطريق ما زال طويلا، و إنما بداية نلمس فيها نقطة بارزة تتعلق بـ « فك العقدة « و النظر الى الأمام بتفاؤل و بدون ضغط كبير لدى اللاعبين و الطاقم الفني، على حد سواء .
