نوايا على المحك..

أمين بلعمري
25 نوفمبر 2018

ستضع دعوة الجزائر إلى عقد اجتماع مجلس وزراء خارجية الاتحاد المغاربي الجميع أمام مسؤولياتهم التاريخية و سيكون الاجتماع محكا حقيقيا لنوايا كل طرف في المضي قدما بهذا الحلم الذي راود و لايزال كل شعوب المنطقة المغاربية ؟.

إن إيمان الجزائر لم يفتر يوما برؤية هذا الحلم يتحقق  و لم تبحث قط عن فضاءات بديلة بل ظلت ترافع من أجل إصلاح هياكله و تفعيل مؤسساته و ذلك في الوقت الذي كان البعض يرافع في محافل أخرى لاعلان وفاته أفلم يعتبر  الملك محمد 6 أن الاتحاد المغاربي حالة ميؤوس منها لم يعد بإمكانه  تقديم أي اضافة لشعوب المنطقة ؟ بل لم يتوان خلال كلمته لدى انضمام المغرب إلى الاتحاد الإفريقي سنة 2017 في نشر غسيل الاتحاد المغاربي على مرأى و مسمع الجميع و هو يعقد المقارنات بينه و بين  تكتلات إقليمية أخرى و كل ذلك فقط من أجل إثبات فشله  كأمر واقع لتبرير بحث بلاده عن فضاءات بديلة كمجموعة غرب إفريقيا  و في الوقت نفسه  محاولة تبرئة ساحته و اعطاء الانطباع أن بلاده استنفدت كل المجهودات من اجل تحقيق الحلم المغاربي و لكن  نداءاتها لم تلق الصدى ؟ !

لا أدري هل نسي أو تناسى جلالته أن والده الراحل الملك الحسن الثاني هو من طالب بتجميد هياكل الاتحاد المغاربي قبل 24 عاما و رغم ذلك  خلال كل تلك الحقبة لم تتوقف الجزائر عن الدعوة إلى اعتماد نظرة تكون برحابة الفضاء المغاربي بعيدا عن التصنيف، التلفيق و التهم المجانية  و هاهي تبادر مرة أخرى بالدعوة الى  اجتماع مجلس وزراء خارجية الاتحاد يكون جدول أعماله هو كيفية بعث هذا المشروع الحضاري المعطل.

لغة الأرقام تسلط الضوء على ما آل إليه الاتحاد و ترسم خارطة التزام كل طرف  و هاهي تثبت بما يدع مجالا للشك أن المغرب هو أقل الدول المغاربية التزاما بهذا المسار و الا كيف نفسر أنه لم يوقّع إلا على 8 من أصل 36 اتفاقية تخص الفضاء المغاربي منذ تأسيسه بينما وقّعت الجزائر على 29 اتفاقية و أكثر من ذلك أو أقل بقليل  ليبيا ، تونس و موريتانيا  ؟ !  

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024