ستضع دعوة الجزائر إلى عقد اجتماع مجلس وزراء خارجية الاتحاد المغاربي الجميع أمام مسؤولياتهم التاريخية و سيكون الاجتماع محكا حقيقيا لنوايا كل طرف في المضي قدما بهذا الحلم الذي راود و لايزال كل شعوب المنطقة المغاربية ؟.
إن إيمان الجزائر لم يفتر يوما برؤية هذا الحلم يتحقق و لم تبحث قط عن فضاءات بديلة بل ظلت ترافع من أجل إصلاح هياكله و تفعيل مؤسساته و ذلك في الوقت الذي كان البعض يرافع في محافل أخرى لاعلان وفاته أفلم يعتبر الملك محمد 6 أن الاتحاد المغاربي حالة ميؤوس منها لم يعد بإمكانه تقديم أي اضافة لشعوب المنطقة ؟ بل لم يتوان خلال كلمته لدى انضمام المغرب إلى الاتحاد الإفريقي سنة 2017 في نشر غسيل الاتحاد المغاربي على مرأى و مسمع الجميع و هو يعقد المقارنات بينه و بين تكتلات إقليمية أخرى و كل ذلك فقط من أجل إثبات فشله كأمر واقع لتبرير بحث بلاده عن فضاءات بديلة كمجموعة غرب إفريقيا و في الوقت نفسه محاولة تبرئة ساحته و اعطاء الانطباع أن بلاده استنفدت كل المجهودات من اجل تحقيق الحلم المغاربي و لكن نداءاتها لم تلق الصدى ؟ !
لا أدري هل نسي أو تناسى جلالته أن والده الراحل الملك الحسن الثاني هو من طالب بتجميد هياكل الاتحاد المغاربي قبل 24 عاما و رغم ذلك خلال كل تلك الحقبة لم تتوقف الجزائر عن الدعوة إلى اعتماد نظرة تكون برحابة الفضاء المغاربي بعيدا عن التصنيف، التلفيق و التهم المجانية و هاهي تبادر مرة أخرى بالدعوة الى اجتماع مجلس وزراء خارجية الاتحاد يكون جدول أعماله هو كيفية بعث هذا المشروع الحضاري المعطل.
لغة الأرقام تسلط الضوء على ما آل إليه الاتحاد و ترسم خارطة التزام كل طرف و هاهي تثبت بما يدع مجالا للشك أن المغرب هو أقل الدول المغاربية التزاما بهذا المسار و الا كيف نفسر أنه لم يوقّع إلا على 8 من أصل 36 اتفاقية تخص الفضاء المغاربي منذ تأسيسه بينما وقّعت الجزائر على 29 اتفاقية و أكثر من ذلك أو أقل بقليل ليبيا ، تونس و موريتانيا ؟ !