صنعت الكتابة الشبابية هذه السنة الحدث بقوة في المشهد الثقافي الجزائري، من حيت الزخم في الأقلام الفتية وفي عدد الإصدارات في شتى الفنون الأدبية خاصة الشعر والرواية.. أسماء شابة لفتت الانتباه على أعلى مستوى، فمنها من شارك ونجح في مسابقات عربية خارج الوطن ليهلل باسمه بعدها في الداخل ومنهم من كان البعض من حظ سندريلا حين احتضنت قدرها الجنية الطيبة، فخرجت من العزلة إلى واجهة الأضواء بفضل توصيات بعض المسؤولين على الثقافة.. وهناك الكثير والكثير من الأسماء الأخرى التي صنعت لنفسها بنفسها شهرة تعدّت حدود العالم الافتراضي - الذي نشأت وترعرعت فيه - إلى أرض الواقع من خلال دور نشر وجدت في لهفة الكتاب الشباب على الشهرة وبلوغ النجومية منجما من ذهب.
والفئات الثلاث من الكتاب الشباب تحاول فرض وجودها بين أسماء الكبار في المشهد الثقافي، فالأولى قد تمكنها موهبتها الفذة وتواضعها وحبها للمعرفة والتعلّم وتأثرها بالمخضرمين من ذالك والثانية عليها أن تستغل اليد الممدودة إليها وتضاعف من مجهودها لتبرهن أن الرهان عليها رهان رابح. أما الفئة الثالثة هي تلك التي يلبس أصحابها الغرور والتباهي بنصوص أولية غالبا ما تفتقر لأبجديات اللغة، متوهمين ومتيقنين أنهم وصلوا إلى القمة وأضحوا شعراء، كتاب و»أدباء» و»روائيين» من خلال كم النقر والتعليقات الجامات» و»التشجيع» والمشاركات الذين يحصلونه يوميا عبر وسائط التواصل الاجتماعي، محاولين أيضا بكل الطرق لفت انتباه الإعلام لهم ولأعمالهم.
والأكيد أن الفئات الثلاث التي تصنع اليوم ظاهرة الكتابة الشبابية بسلبياتها وايجابياتها هي من ستكون واجهة للثقافة الجزائرية في السنين القادمة بحكم التطورات التكنولوجية التي يعيشها العالم في مجال التواصل والاتصال، إذن لا بد أن يكون هناك من يأخذ بيدي الأفضل والأحسن فيها، من القائمين والمهتمين بقطاع الثقافة وكذا من قبل الأسماء والقامات الكبيرة من الأدباء والنقاد والإعلاميين الذين صنعوا ومازالوا يصنعون مجد المشهد الثقافي الجزائري، هؤلاء المطالبون اليوم بالتدخل السريع لتوجيه الأقلام الشابة واحتضان موهبتها والمساعدة على صقلها وتلقينها المعنى الصحيح للمثل الشعبي القائل «الصوف تنباع بالرزانة».
