مناعة معنوية للأجيال وقوة المواجهة

جمال أوكيلي
03 ديسمبر 2018

أبرزت رسالة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، إلى المشاركين في الأسبوع الوطني العشرين للقرآن الكريم بوهران، دلالات وأبعاد معنى الوفاء في القرآن الكريم كقيمة أخلاقية نادرة وفريدة يتحلى بها الإنسان في حياته تترجم ذلك الإلتزام الثابت تجاه الآخر.. مهما كانت الإكراهات والتأثيرات المعرض لها.
الدلالات والأبعاد للوفاء هي أن لا نلغي من تركوا بصماتهم في صناعة التاريخ بكل توجهاته الحضارية الثقافية والعلمية وإحياء مآثرهم يعني أننا على العهد باقون على درب كل أولئك الذين آمنوا إيمانا قاطعا بمقولة «غرسوا فأكلنا.. نغرس فيأكلون» والمغزى هنا ليس ماديا بل معنويا وحتى روحيا، لم لا وهذا في حد ذاته وفاء لتعاقب الأجيال والإعتراف بما أنجزوه للآخرين.
هذه القيمة الأخلاقية المذكورة مرارا وتكرارا في آيات الذكر الحكيم تعد عامل وحدة وتعاضد بين أفراد المجتمع، للتأسيس لقوة فكرية سليمة، قادرة على مواجهة أي طاريء وبخاصة الموجات الحالية.
وتضمنت رسالة رئيس الجمهورية تحذيرات في هذا الشأن لحماية الحفاظ على كل هذا التراث الحضاري والثقافي والعلمي للجزائر، وهذا بدعوة أبناء هذا الوطن إلى البقاء أوفياء للأسلاف الذين أسسوا لمرجعية دينية قويمة، تقوم على الوسطية والإعتدال وتتجدد بالإجتهاد، حتى لا يتعرضوا لفتك التيارات الفكرية الدخيلة والمذهبيات المنحرفة والحركات الإستغلالية التي استعملت الإسلام لتمزيق المجتمعات وإضعاف الأوطان، وبث الكراهية فيها والضغينة والبغضاء.
هذا وحده كفيل، بأن يسعى الإنسان الجزائري من أجل وضع ضوابط صارمة تمنع كل تلك المحاولات الرامية إلى إخراجه عن هذه الدائرة أولها الوفاء كل الوفاء لهذه المنظومة من القيم التي تحميه من هذا الغزو، والخطر الداهم، على مرجعيته الدينية وعلى كل ما تركه الأولون.
وبهذا نكون قد حددنا تعهداتنا بالبقاء أوفياء للتاريخ وللوطن، وكذلك الإيمان الراسخ بالمستقبل الزاهر للجزائر، وهذا في حد ذاته كذلك وفاء لما أنجزه البلد عبر أجياله.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024