إنتصار سياسي آخر للصّحراويين

جمال أوكيلي
04 ديسمبر 2018

عشية انطلاق الجولة الأولى من المفاوضات بين المغرب وجبهة البوليساريو، كشفت القيادة الصحراوية عن الوفد المقرر أن يكون حاضرا خلال هذا الموعد الحاسم بجنيف، ويتعلق الأمر بكل من خطري أدوه، محمد خداد، فاطمة المهيي، سيد محمد عمر، ومحمد علي زروالي.
هذا الخماسي الصحراوي يحوز على كفاءة عالية في إدارة «الثنائيات» في المفاوضات انطلاقا من اطلاعه الواسع على مسارات التسوية السابقة، وفهمه الدقيق للطرف المقابل، أي توقعه الصائب تجاه ما سيطرحه الآخر في اللحظات الحاسمة والاستثنائية التي تستوجب إجابات آنية ومقنعة في احاطتها بالتفاصيل القانونية خاصة ذات الأبعاد التاريخية التي يحملها معه المفاوض المغربي الذي سيراهن على أوراق خاسرة سلفا وهذا عندما قرر استقدام أو بالأحرى إشراك «أشخاص»، يقال عنهم من الأراضي المحتلة.
الوفد الصحراوي على دراية تامة، بالسيناريوها المحتملة التي قد يخرج بها المغاربة عندما يجدون أنفسهم أمام الجدار عاجزين عن مواجهة الصحراويين، وفي هذا الإطار، فإن ما يسمى بـ «الدقة القديمة» «أي الحكم الذاتي» سيجتره هؤلاء على لسان من أتوا بهم إلى طاولة المفاوضات .. للتشويش على سلامة وأحقية ما يقوله الصحراويون.
ويدرك الجميع الموقف الصحراوي الصارم من الادعاءات المغربية المتعلقة بالحكم الذاتي المرفوض جملة وتفصيلا .. لا يعقل إدراجه أبدا في جدول الأعمال، إن اتفق المشاركون على الذهاب إلى هذه الصيغة في تنظيم النقاش أو ترك الجلسة مفتوحة والخيار الأكثر ورودا هو الأول، أي تحديد إطار الحوار وهذا بالاستماع إلى كلمة كل واحد من الأعضاء المشاركين ..ثم الدخول في الاجتماعات المغلقة تحت رئاسة المبعوث الأممي هورست كوهلر.
وما سيدلي به رئيس الوفد خطري أدوه، رئيس المجلس الوطني الصحراوي ستكون رسائل سياسية واضحة المعالم لكل الحضور.. والأكثر من هذا تعد خطوطا حمراء لا يسمح لأحد بتجاوزها أو القفز عليها من أجل أغراض ضيقة تحوّلت إلى بضاعة كاسدة بعد أن روج لها أصحابها لأربع عشريات لم تجد من يقتنيها.
هذه الرسائل والخطوط الحمراء، رفعها وحددها الصحراويون منذ ٤٣ سنة، منذ مسيرة العار والدمار، لم يتنازلوا عنها أبدا.. نقولها إلى كل هذا العالم، وهي لا تخرج عن نطاق ما يلي:
-  تقرير مصير الشعب الصحراوي وفق ما اقرته الشرعية الدولية.
- تنظيم الاستفتاء تحت إشراف الأمم المتحدة ..إستنادا إلى ما التزم به المغرب عند مطالبته بوقف إطلاق النار سنة١٩٩١.
-  الانسحاب الفوري للقوة المحتلة من المدن الصحراوية.
-  إطلاق سراح المعتقلين الصحراويين والكشف عن المفقودين.
هذه المبادئ السياسية الثابتة للقيادة الصحراوية، جعلتها تخرج دائما منتصرة من هذه المحطات التاريخية في مسيرتها النضالية والتحررية، وتحظى بالاحترام والتقدير من طرف كل القوى المحبة للسلم، وسيكتشف العالم مرة أخرى عدالة القضية الصحراوية، ومدى تعلق هذا الشعب باستقلاله الوطني، بعيدا عن أي وصاية تذكر.. أو تلك الشعارات التي أكل عليها الدهر وشرب، ونعتبر ما يجري في جنيف إنتصار سياسي آخر للصحراويين، يضاف إلى سلسلة الانتصارات الباهرة المحققة دوليا.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024
العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19450

العدد 19450

السبت 20 أفريل 2024