سفيرة الصحافة الوطنية

تميُز في الداخل وتقدير في الخارج

فضيلة دفوس
10 ديسمبر 2018

قبل دخول الجزائرعهد التعددية الاعلامية في بداية تسعينيات القرن الماضي، ظلت جريدة “الشعب” لثلاثة عقود كاملة متربعة على عرش الصحافة المكتوبة كيومية عمومية وحيدة ناطقة بالحرف العربي.
 ساهمت طول هذه المدة، باحترافية كبيرة في استقطاب القراء ليس في الداخل فقط، ولكن في الخارج أيضا، إذ كان هذا العنوان وبدون مبالغة سفيرا للجزائر في الوطن العربي لايكتفي بنقل الأخبار وأداء الرسالة الاعلامية، وإنما ساهم في تعزيز العلاقات بين الشعوب العربية وساعدها على أن تتواصل وتتبادل الأفكار والمعلومات.
لن نضيف جديد بقولنا أن  “الشعب” كانت ولازالت تعرف في البلدان العربية الشقيقة على أنها الجريدة الأكثر مصداقية وجدية، وكل من يريد التأكد من خبر فهو لن يبحث عنه خارج صفحاتها، كما أن الممثليات الدبلوماسية كلها لاتستغني أبدا عن تصفّحها، فما تصدره من أخبار ومعلومات هو بالنسبة لها اليقين والحقيقة دون تزييف أو تحريف، وهذا الارتباط العربي الرسمي والشعبي بجريدة “الشعب” مردّه أيضا الى الاعلام الجاد الذي تمارسه، فهي لاتفوت فرصة في الدفاع عن القضايا العربية ونصرتها، ولم تدر ظهرها مطلقا لأم القضايا العربية ( فلسطين) التي ظلت تحظى بالتغطية الكاملة ونفس الاهتمام تبديه للقضية الصحراوية العادلة ولما يعيشه الوطن العربي من أفراح وأقراح .
لاشك أن جريدة “ الشعب” بعد أن كانت وحدها في الساحة الاعلامية الصادرة بالحرف العربي، وجدت نفسها فجأة محاطة بعدد هائل من الجرائد والمطبوعات، لكن هذا الواقع الجديد لم يزعزع مكانتها لدى القارئ العربي الذي يطالعها يوميا من خلال موقعها الالكتروني ويتفاعل مع ما تنشره، وساهم في صفحاتها من خلال كتاباته وأشعاره وحتى تعليقاته.
« الشعب” لم تكن يوما مجرد رقم إضافي في عالم الصحافة، بل كانت مدرسة تلقّن القيم وتدافع عن المبادئ بكل قوة وإخلاص، وهي على مستوى التأثير الخارجي كانت ولازالت ترفع لواء نصرة القضايا الانسانية، بما تشمل تحرير الشعوب من المحتلين للأرض والناهبين لخيراتها، وباطلالة بسيطة على أرشيفها الممتد على مسافة زمنية تقارب الستة عقود تكشف مساندتها لقضايا وثورات التحرر التي اجتاحت افريقيا وأمريكا اللاتينية وآسيا.
وعلى نفس الدرب سارت تدافع عن استقرار وأمن الوطن العربي، فكانت أول من تفطّن لما يحاك ضد الشعوب العربية تحت مسمى الربيع والتغيير وجنّدت حبرها وحروفها لاستنكار التدخلات العسكرية التي ألهبت نيران الحروب في بعض الدول الشقيقة. “ الشعب” التي تحتفل اليوم بذكرى ميلادها ٥٦ كانت ولازالت رائدة الاعلام المكتوب في الجزائر ورسالتها ستظل درسا للأجيال.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024
العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024
العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024