السترات الصفراء في لابوانت ، عوايطية تخونه الكاميرا وديغول يحتضر

بقلم : نور الدين لعراجـــي
12 ديسمبر 2018

- تزامن حصاد الاسبوع وجريدة الشعب تحتفي بالذكرى الـ56  من تأسيسها وميلادها كوسيلة اعلامية  خرجت من رحم  الاستقلال  الوطني، عنوانا للتحرر والانفتاح مرآتها الكلمة الحرة الصادقة.
 السانحة  محطة لتثمين المصداقية والاحترافية، عبر خط افتتاحي لا يقبل  التنازل عن مبادئ نوفمبر، ولن يحيد عن قوانين الجمهورية..وقفة لاستحضار من صنعوا مجد العنوان ، مرورا بأولئك الذين غادروه وهم في جبهة الصمود لم يغيروا افكارهم ولا اوطانهم ولا لون اقلامهم ، فضلوا واقفين كما يقف الهزبر الجريح  شامخا يقاوم الداء والأعداء... وصولا الى اللمسة الجديدة ،  التي هي عليها  اليوم ، من تبويب حديث يتناسب والراهن،من موقع الكتروني يساير الجريدة الورقية ، يمنحها الاضافة اللازمة من الابداع ، السبق والطفرة الافتراضية.
-حتى يصير الوفاء عنوانا للمحبة ولسان صدق ، للذين رحلوا عن دنيانا ، غير مبدلين وان خيرتهم مهنة المتاعب ليكونوا في الظل ، يصورون الاحداث من زوايا متعددة ، ينقلون الصورة  حية  كما هي دون اي توابل، ولا ماكياج ،تعالوا لنسدي  اكليل المحبة على الكاميرامان محمد ناصر عوايطية الرجل الذي رافق نشاطات رؤساء الجزائر بالتغطية  ، عبر قارات العالم كلها ، في الاعياد والمناسبات وفي غيرها ، اعتمر بقاع الارض جميعها مهنيا زارعا المحبة ، بشوشا صاحب نكتة ولكنة ، تسترق السمع اليها ..رحل الرجل ، ولم يجد قلما صحفيا يرثيه، ولا حتى كاميرا تنقل تفاصيل وصول جثمانه ...لمثل هذه المحطات نقول علينا التأسيس لثقافة الاعتراف بالجميل، ولساننا يقول:  وما أنا منهم بالعيش فيهم و لكن معدنُ الذهب الّرغامُ.
- مظاهرات الـ11 ديسمبر غيرت نظرة ديغول وجعلته يجلس الى طاولة الحوار والتفاوض ، وعوض الغوص في مشاريع الادماج الفاشلة ، رجع خطوة الى الوراء واستجاب لمطالب جبهة التحرير ومفاوضيها الاشاوس ، فغيرت الاحداث وجه التاريخ وعجلت بالاستقلال.
- ارتدى ابناء الرايس حميدو بالعاصمة “ لابوانت بيسكاد” السترات الصفراء، ليس للاحتجاج والتظاهر تيمننا بما يحدث في بلد الجن والملائكة ، لكن لمساعدة الشرطة في تسهيل حركة المرور،  لحظة وصول المعزين حجيجا وفرادى ، قبل ان يصل جثماني الشابين دادي وغيلاس اللذين غرقا في البحر قرب السواحل الايطالية ، هبة تضامنية صنعت عظمة شبابنا وتآزرهم ، جميعهم كلمة واحدة “ربي يرحم....هؤلاء جديرون بالرعاية والاهتمام ويبقى طرح السؤال الجوهري:متى تنتهي الحرقة؟
- لا تزال باريس تشتعل وكأنها تقول للثورات العربية التي فوضتها بالوكالة، “داوني بالتي كانت هي الداء “... انقلب السحر على الساحر، وعوض ان  تلم ضوضاء مدنها استعدادا، لأعياد ميلاد المسيح، يبدو ان “بابا نويل “ سيرتدي هو الاخر سترة صفراء ويتخلص من لونه الاحمر الى الابد ، نزولا عند رغبة  الفرنسيين  وتضامنا مع الغالبية العظمى.. وعوض الرقص ستكون الموسيقى اكثر صخبا لإسقاط الزيادات والمزايدات.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024
العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024
العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024