الكارتون .. المدرسة في البيت

أمين بلعمري
19 ديسمبر 2018

لا شك أن الأفلام الكارتونية هي أفضل طريقة لمخاطبة الطفل والوصول إلى عقله و من ثمة تنشئته وفق النموذج الذي نريد، لأنه يقال إن الطفل صفحة بيضاء نملأها بما نشاء أو هو عجينة نفعل بها ما نشاء و نصنع منها الرجل الذي نريد و هذا لما للرسوم المتحركة من تأثير على الإنسان مهما تقدم في السن فالطفل الذي يسكننا لا يشيخ و لا يكبر و تجده يستيقظ في أي لحظة و دون سابق إنذار بمجرد استفزاز ذاكرته بصورة أو بأغنية رسم كارتوني ..إلخ  فما بالك أن يتم استفزاز تلك الذاكرة و استنهاضها بحضور الأستاذ طارق العربي طرقان شخصيا، هذا ما وقفت عليه، أمس، لدى استضافته بجريدة “الشعب” بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية و كيف أن الجميع بالجريدة من صحافيين، تقنيين ...إلخ  وبمجرد رؤيته أخذوا يردّدون دون أن يشعروا “سيمبا” ، “ماوكلي” و “هزيم الرعد” و غيرها من الشارات التي لاتفارق موسيقاها و لا عباراتها ذاكرتنا لأنها ببساطة طبعت طفولتنا، بل ساهمت و بشكل كبير ليس في غرس حزمة من القيم النبيلة التي كانت تحملها كلمات تلك الشارات و لكن في إثراء رصيدنا اللغوي و سلاسة النطق كذلك لهذا يمكن أن نعتبر الرسوم المتحركة بمثابة المدرسة التي تأتي إلينا.
نعم الأفلام الكارتونية تعتبر من بين كبرى المدارس التي علّمتنا اللغة العربية و الكثير من مفرداتها الجميلة التي أثرت رصيدنا اللغوي صغارا و مازلنا نحتفظ بفضل تلك الرسوم المتحركة وشارات بدايتها ونهايتها بمفردات قد لا يعرف معناها الكثيرون منا، فكم هو عدد الذين يعرفون أن الهزيم هو صوت الرعد مثلا ؟
و كلمات أخرى كثيرة، لهذا ليس هناك أدنى شك أن للأفلام الكارتونية دور كبير في تلقين أي لغة كانت و تزويد الطفل بقاعدة لغوية غنية بالمفردات و المصطلحات تمكنه مستقبلا من التحكم باللغة العربية و التعامل بها بكل سهولة و أتصور أن هيئة مثل المجلس الأعلى للغة العربية عليه التفكير في الاستثمار في الرسوم المتحركة لترقية وتطوير اللغة العربية و تعميم استعمالها على المدى البعيد و ليس هناك أفضل من الطفل لتحقيق استراتيجية كهذه.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19814

العدد 19814

السبت 05 جويلية 2025
العدد 19813

العدد 19813

الخميس 03 جويلية 2025
العدد 19812

العدد 19812

الأربعاء 02 جويلية 2025
العدد 19811

العدد 19811

الثلاثاء 01 جويلية 2025