بين مطرقة بولتون وسندان كوهلر..

أمين بلعمري
30 ديسمبر 2018

"هناك مسؤولان أمريكيان بارزان يركزان حقا على مسألة الصحراء الغربية : الأول جيمس بيكر و الآخر هو أنا " عبارة  جاءت على لسان  مستشار الأمن القومي الأمريكي ، جون بولتون في تصريح لصحيفة "ذي نيو يوركر" الأمريكية يوم السبت ، تؤكد مدى عزم الإدارة الأمريكية على وضع حد لأطول نزاع في العالم و آخر بؤرة استعمارية معنية بتصفية الاستعمار منذ ستينات القرن الماضي في القارة الإفريقية ، إلا أن دار لقمان على حالها ؟.

إن حرص بولتون على حل القضية الصحراوية و إعلانه الصريح  بأنه من بين المسؤولين الأمريكان الذين يركزون عليها  لم يأت من فراغ و لكن باعتباره احد الضالعين في الملف بحكم متابعته لكل المراحل التي مر بها منذ التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار بين البوليساريو و المغرب سنة 1991 و إنشاء بعثة "مينورسو" و كيف أجهض المغرب الاستفتاء الذي كان مقررا سنة 1992 ، و كان بعد ذلك شاهد عيان على إفشال خطة بيكر ، باختصار،  بولتون يعرف أسباب و خلفيات الجمود  و كان أعلن ذلك في أحد تقاريره سنة 2006 عندما كان مندوبا للولايات المتحدة الأمريكية بالأمم المتحدة و اتهم المغرب صراحة بعرقلة الحل بتواطؤ من داخل مجلس الأمن في إشارة إلى الدعم الفرنسي للتمرد المغربي على الشرعية الدولية.

 بولتون في تصريحه لصحيفة "ذي نيو يوركر" - حسب ما تناقلته وسائل إعلام و مواقع الكترونية عن الصحيفة -   قال انه "غير صبور"  لرؤية النزاع بين المغرب و البوليساريو دون حل و هذا ما يجد  تفسيره في تقليص عهدة "مينورسو" إلى ستة أشهر بضغط من واشنطن  التي قطعت الطريق على باريس  و مساعيها الحثيثة لتمديدها لسنة أخرى ؟  و في الدعوة كذلك التي وجهها كوهلر الى أطراف النزاع للعودة إلى الطاولة دون شروط مسبقة مما اضطر المغرب  الجلوس الى مائدة  جنيف المستديرة مقابل خصمه ، جبهة البوليساريو بداية هذا الشهر و ذلك بعد 6 سنوات على توقف المفاوضات سنة 2012 و بهذا وجد المغرب نفسه بين مطرقة بولتون و سندان كوهلر.

كل المؤشرات توحي أن 2019 ستكون سنة استفتاء الشعب الصحراوي حول تقرير مصيره لإيجاد حل لنزاع نفد معه صبر بولتون ، فماذا عن شعب ينتظر الحرية منذ أربعة عقود كاملة  ؟ ! .

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19814

العدد 19814

السبت 05 جويلية 2025
العدد 19813

العدد 19813

الخميس 03 جويلية 2025
العدد 19812

العدد 19812

الأربعاء 02 جويلية 2025
العدد 19811

العدد 19811

الثلاثاء 01 جويلية 2025