"هناك مسؤولان أمريكيان بارزان يركزان حقا على مسألة الصحراء الغربية : الأول جيمس بيكر و الآخر هو أنا " عبارة جاءت على لسان مستشار الأمن القومي الأمريكي ، جون بولتون في تصريح لصحيفة "ذي نيو يوركر" الأمريكية يوم السبت ، تؤكد مدى عزم الإدارة الأمريكية على وضع حد لأطول نزاع في العالم و آخر بؤرة استعمارية معنية بتصفية الاستعمار منذ ستينات القرن الماضي في القارة الإفريقية ، إلا أن دار لقمان على حالها ؟.
إن حرص بولتون على حل القضية الصحراوية و إعلانه الصريح بأنه من بين المسؤولين الأمريكان الذين يركزون عليها لم يأت من فراغ و لكن باعتباره احد الضالعين في الملف بحكم متابعته لكل المراحل التي مر بها منذ التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار بين البوليساريو و المغرب سنة 1991 و إنشاء بعثة "مينورسو" و كيف أجهض المغرب الاستفتاء الذي كان مقررا سنة 1992 ، و كان بعد ذلك شاهد عيان على إفشال خطة بيكر ، باختصار، بولتون يعرف أسباب و خلفيات الجمود و كان أعلن ذلك في أحد تقاريره سنة 2006 عندما كان مندوبا للولايات المتحدة الأمريكية بالأمم المتحدة و اتهم المغرب صراحة بعرقلة الحل بتواطؤ من داخل مجلس الأمن في إشارة إلى الدعم الفرنسي للتمرد المغربي على الشرعية الدولية.
بولتون في تصريحه لصحيفة "ذي نيو يوركر" - حسب ما تناقلته وسائل إعلام و مواقع الكترونية عن الصحيفة - قال انه "غير صبور" لرؤية النزاع بين المغرب و البوليساريو دون حل و هذا ما يجد تفسيره في تقليص عهدة "مينورسو" إلى ستة أشهر بضغط من واشنطن التي قطعت الطريق على باريس و مساعيها الحثيثة لتمديدها لسنة أخرى ؟ و في الدعوة كذلك التي وجهها كوهلر الى أطراف النزاع للعودة إلى الطاولة دون شروط مسبقة مما اضطر المغرب الجلوس الى مائدة جنيف المستديرة مقابل خصمه ، جبهة البوليساريو بداية هذا الشهر و ذلك بعد 6 سنوات على توقف المفاوضات سنة 2012 و بهذا وجد المغرب نفسه بين مطرقة بولتون و سندان كوهلر.
كل المؤشرات توحي أن 2019 ستكون سنة استفتاء الشعب الصحراوي حول تقرير مصيره لإيجاد حل لنزاع نفد معه صبر بولتون ، فماذا عن شعب ينتظر الحرية منذ أربعة عقود كاملة ؟ ! .