بين مطرقة بولتون وسندان كوهلر..

أمين بلعمري
01 جانفي 2019

«هناك مسؤولان أمريكيان بارزان يركّزان حقّا على مسألة الصحراء الغربية: الأول جيمس بيكر والآخر هو أنا»، عبارة جاءت على لسان مستشار الأمن القومي الأمريكي، جون بولتون في تصريح لصحيفة «ذي نيويوركر» الأمريكية يوم السبت، تؤكد مدى عزم الإدارة الأمريكية على وضع حد لأطول نزاع في العالم وآخر بؤرة استعمارية معنية بتصفية الاستعمار منذ ستينات القرن الماضي في القارة الإفريقية، إلا أن دار لقمان على حالها؟
إنّ حرص بولتون على حل القضية الصحراوية وإعلانه الصريح بأنه من بين المسؤولين الأمريكيين الذين يركزون عليها لم يأت من فراغ، ولكن باعتباره أحد الضالعين في الملف بحكم متابعته لكل المراحل التي مر بها منذ التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار بين البوليساريو والمغرب سنة 1991 وإنشاء بعثة «مينورسو»، وكيف أجهض المغرب الاستفتاء الذي كان مقررا سنة 1992، وكان بعد ذلك شاهد عيان على إفشال خطة بيكر، باختصار، بولتون يعرف أسباب وخلفيات الجمود وكان أعلن ذلك في أحد تقاريره سنة 2006 عندما كان مندوبا للولايات المتحدة الأمريكية بالأمم المتحدة واتهم المغرب صراحة بعرقلة الحل بتواطؤ من داخل مجلس الأمن في إشارة إلى الدعم الفرنسي للتمرد المغربي على الشرعية الدولية.
بولتون في تصريحه لصحيفة «ذي نيويوركر» - حسب ما تناقلته وسائل إعلام ومواقع الكترونية عن الصحيفة - قال إنه «غير صبور» لرؤية النزاع بين المغرب والبوليساريو دون حل، وهذا ما يجد تفسيره في تقليص عهدة «مينورسو» إلى ستة أشهر بضغط من واشنطن التي قطعت الطريق على باريس ومساعيها الحثيثة لتمديدها لسنة أخرى؟ وفي الدعوة كذلك التي وجّهها كوهلر إلى أطراف النزاع للعودة إلى الطاولة دون شروط مسبقة مما اضطر المغرب الجلوس إلى مائدة جنيف المستديرة مقابل خصمه، جبهة البوليساريو بداية هذا الشهر، وذلك بعد 6 سنوات على توقف المفاوضات سنة 2012، وبهذا وجد المغرب نفسه بين مطرقة بولتون وسندان كوهلر.
كل المؤشّرات توحي أن 2019 ستكون سنة استفتاء الشعب الصحراوي حول تقرير مصيره لإيجاد حل لنزاع نفد معه صبر بولتون، فماذا عن شعب ينتظر الحرية منذ أربعة عقود كاملة؟!

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19459

العدد 19459

الأربعاء 01 ماي 2024
العدد 19458

العدد 19458

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19457

العدد 19457

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024