إزعاج يومي يلاحق المواطن بشارع العربي بن مهيدي بوسط العاصمة، شباب يعترضون طريق الناس ولسان حالهم يردد على مسامع المارة عبارة “كاش كاسي” ويقصدون ذلك هل بحوزتك ذهب مكسر، أي الأساور، السلاسل، الأقراط، الحزام والطاقم التي قد تباع من طرف أصحابها.
هذه الظاهرة الغريبة الأطوار، لا يقف عندها الأشخاص في حي بعيد عن الأنظار أو في زاوية معينة وإنما في قلب الجزائر الوسطى، يمارسها شباب دون أي إحراج من مصالح الأمن وغيرها، وهذا منذ سنوات طويلة، بعد إزالة ذلك التجمع لبائعات الذهب أمام مقر البلدية عند المدخل الخلفي.
وينقسم هؤلاء إلى مجموعات متكونة من إثنين أو ثلاثة، بدءا من ساحة الأمير عبد القادر إلى غاية طريق باستور ـ أمام وكالة النشر والإشهار ـ ما إن تطأ قدم أي إنسان الرصيف للولوج إلى هذا الحي المذكور،إلا ويقترب منه هؤلاء قائلين “كاش كاسي” وفي كثير من الأحياء يتوجهون أكثر إلى النساء أو الشابات اللائي يستعملن المعدن الثمين.
والكل على علم بهذا الإحراج الذي فرضه هؤلاء على العائلات، لكن لا أحد تجرأ على مطالبتهم بمغادرة المكان فورا، والذهاب إلى جهات أخرى لأنه لا يعقل أن يحوّل البعض هذا الحي الكثير الحركة إلى” دلالة للذهب” أي يتاجرون في كل ما هو قديم، الأجدر أن يكون في المقام الأول عند الصائغين وغيرهم، وليس في مكان عمومي لا علاقة له أبدا بالبيع والشراء.
زيادة على أن هؤلاء الشباب ينتشرون صباحا على طول رصيف الشارع، متسببين في مشاكل يومية مع أصحاب المحلات التجارية، الذين يدعونهم في كل مرة إلى الرحيل من المكان الموجودين فيه، لكن لا حياة لمن تنادي لقد استقروا هناك واستحال الأمر التعامل معهم، وما كان مؤقتا هو الآن دائم للأسف.