ليبيا 2019.. هل ينتصر الصندوق على الزناد؟

أمين بلعمري
07 جانفي 2019

يبدو جليا أن مواقف الجزائر حيال العديد من الأزمات الدولية وتعاطيها مع تلك التي عصفت بالدول العربية ومنها المعضلة الليبية تحديدا، عزّز من مصداقية دور قد تلعبه في حل هذه المعضلة بالتعاون مع الأمم ودعم جهودها.
لقد كانت الجزائر الوجهة الأولى للمبعوث الشخصي للأمين العام الأممي ورئيس بعثة الدعم إلى ليبيا، السيد غسان سلامة بمجرد تعيينه بداية أوت 2017 مما يعكس أهمية الدور الذي يمكن للجزائر أن تلعبه في أزمة تميّزت فيها بالوقوف على نفس المسافة من جميع الأطراف مقارنة بالمتدخلين الآخرين كما تميّزت بالدعوة إلى حوار شامل لا يقصي أحدا، يفضي إلى حل ينبع من الداخل الليبي وليس عبر إملاءات خارجية أوتدخلات عسكرية؟.
يبدو أن سنة 2019 ستكون مفصلية في حل الأزمة الليبية، التي تشرف على عامها الثامن، سنوات عجاف عانى خلالها الليبيون الأمّرين وخيوط الانفراج لم تظهر بعد؟.
البداية قد تكون بالمؤتمر الوطني الجامع الذي سينعقد قبل نهاية هذا الشهر - وفق مخرجات اجتماع باليرمو - وهو المؤتمر الذي قد يكون فرصة لإعادة بناء الثقة وإقناع الليبيين بضرورة الاحتكام إلى الصندوق بدل الزناد؟، ومن ثمة التأسيس لمسار حقيقي ينتهي بتنظيم انتخابات عامة تعود بالبلاد إلى منطق القانون والمؤسسات وتنهي حالة الفوضى التي تطغى على المشهد العام كان من مظاهرها العملية الإرهابية التي استهدفت مقر الخارجية الليبية نهاية العام 2018؟.
إن زيارة غسان سلامة وكما جاء في بيان وزارة الخارجية الجزائرية تأتي في إطار التشاور الدائم بين الجزائر والأمم المتحدة حول ليبيا حيث يبدو أن هذه الأخيرة بحاجة إلى رأي الجزائر وإلى دورها للوصول إلى حل مستدام في ليبيا خاصة وأن للتعاون سوابق إيجابية في إنهاء العديد من الأزمات وقيادة الجزائر للوساطة الأممية في مالي يؤهلها للاضطلاع بدور شبيه من خلال قيادة مسار يكفي الليبيين شر القتال سيّما وأن وجهة نظر الجزائر في حل الأزمة تتناغم وتنسجم مع توجهات الأمم المتحدة والمبعوث الشخصي لأمينها العام.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024
العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19450

العدد 19450

السبت 20 أفريل 2024