مجازر المرور..

أمين بلعمري
20 جانفي 2019

يبدو أن مصطلح حوادث مرور لم يعد يعبّر عن الوضع الذي آلت اليه الأمور، كيف لا ونحن نستيقظ يوميا أو نكاد على أخبار القتلى والجرحى جراء هذه الحوادث التي كان آخرها صباح أمس بسقوط 7 قتلى إثر ارتطام حافلتين بتيبازة ولولا لطف الله لكانت الحصيلة أثقل، من حسن حظ الطلبة أنهم لم يكونوا على متن حافلة النقل الجامعي؟.

لا يختلف اثنان أن أغلب سائقي وسائل النقل العام لم يعد لديهم أدنى شعور بالمسؤولية إلى درجة أنّهم أصبحوا يشكلون خطرا على المسافرين وأصبحوا بدل نقلهم إلى وجهتهم ينقلونهم إلى حتفهم؟

إن الفوضي العارمة التي يعرفها قطاع النقل نلمسها بمجرد نظرة عابرة، بداية من الباصات المهترئة والمتآكلة وصولا إلى السائق والقابض اللذان لا تتوفر فيهما كما في مركباتهما أدنى شروط الخدمة العمومية، بداية من الهندام وصولا إلى السلوكات والتصرفات التي لا يقوم بها إلا شخص مزطول أو مخمور؟.

أما حالة الحافلات فحدث ولا حرج فبعضها لا يصلح حتى لنقل البهائم – أكرمكم الله- حيث لا تتوفر على أدنى شروط الراحة، لا تهوية، لا تدفئة ولا سلامة؟، أين المسؤلين عن القطاع؟ ماذا ينتظرون لوضع حد لمجازر المرور  التي تتسبب فيها ممارسات غير مسؤولة في إطار فلسفة كل شيء "نورمال"؟ فلا السائق يراعي الساعات القانونية للسياقة، ثم تجده يغّط في نوم عميق والنتيجة العشرات من الحوادث المميتة ولا صاحب الحافلة يهمه شيء سوى تعظيم الأرباح وتصفير التكاليف؟ وبدل تشغيل سائقين أو ثلاثة يكتفي بواحد فقط، أرواح الناس لا تهم؟.

بعقد مقارنة بسيطة نلاحظ أن الشركة الوطنية لنقل المسافرين تكاد نسبة الحوادث عندها تكون منعدمة مما يعني أن أغلب الحوادث أو قل كلها تتسبب فيها حافلات تابعة للخواص سواء كانوا شركات أو أفراد؟ وقبل ذلك لماذا يلتزم سائقو وقابضو حافلات الشركة الوطنية بارتداء الزي المهني الموحّد بينما نظراؤهما عند الخواص نجد هندامهما لا يمت بصلة إلى مفهوم الخدمة العمومية، أفلا يعني ذلك أن الانضباط والالتزام يبدأ من الهندام والبقية تأتي؟

إلى متى تغضّ السلطات العمومية الطرف عن الفوضى التي تنخر قطاع النقل في الوقت الذي يجبر المواطن على التنازل عن كرامته يوميا، وكيف لا وصاحب الحافلة يرى فيه مجرد سلعة لهذا فهو لا يبرح المحطة حتى تمتلئ مركبته عن آخرها وذلك أضعف الايمان وعلى المسافر الاختيار بين النزول لأنه في حال اعترض سيسمع ما لا يرضيه ويا ليت الأمر ينتهي هنا، فقد يدخل صاحب الحافلة في سباق مع منافسه من أجل الظفر بمسافر آخر، يرى فيه دينارات جديدة يجنيها وفي النهاية لا يدفع الأخير فلوسه فقط ولكن قد يدفع معها حياته ؟

 

 

  

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19462

العدد 19462

الأحد 05 ماي 2024
العدد 19461

العدد 19461

الأحد 05 ماي 2024
العدد 19460

العدد 19460

السبت 04 ماي 2024
العدد 19459

العدد 19459

الأربعاء 01 ماي 2024