كلمة العدد

لا نحصي الوفيات فقط

جمال أوكيلي
21 جانفي 2019

الاحصائيات المتعلّقة بحالات الوفيات بغاز أحادي أوكسيد الكربون لا تتنهي، يوميا تزداد القوائم اتّساعا تضاف إليها «أسماء جديدة» لأناس ذهبوا ضحية التّهاون في الحرص على أرواحهم جرّاء عدم التزامهم بالنّصائح المقدّمة لهم عبر الومضات الاشهارية ذات المنفعة العامة في القنوات التلفزيونية، الاذاعات، الملصقات والمطويات وغيرها، وهذا بساعات قليلة قبل النّوم.
عدد الاختناقات المسجّلة في أقل من شهر تعد قياسية متجاوزة كل التّوقّعات، فخلال يوم واحد توفي ١٧ شخصا بباتنة، تلمسان والجزائر العاصمة، وما من نهار يمر إلاّ ويأتيك برقم معين الى درجة التداخل والتعقيد في ضبط ما يحدث هنا وهناك بسب كثرة الوقائع.
هذه ليست مبالغة في تشخيص هذا الوضع الانساني المأساوي، إنما يراد من ذلك التساؤل عن كيفية التحكم في هذه المعادلة زيادة مطّردة في الموتى وغياب الآليات القادرة على توقيف هذا
«النزيف» الحاد من قبل الجهات المعنية مباشرة بهذا الملف.
لابد وأن تغيّر الأوساط المهتمّة بهذا الشّأن من المقاربات التي اعتادت العمل بها أو بالأحرى اتّباعها في مخاطبة الجمهور بعد أن أبانت على محدوديتها، وعدم قدرتها على إحداث ذلك التّأثير اللاّزم، وعلينا الاعتراف بأنّنا لم نتحصّل على النّتائج المرجوّة في هذا الاطار، ونعني بذلك أنّ منحى الاختناقات في تزايد وعليه فمن الأجدر التّفكير في حلول أخرى أكثر فعالية من ناحية القابلية في المتابعة.
وبالتّوازي مع ذلك، فإنّ الوفاة اختناقا بغاز أوكسيد الكربون يصنّف للأسف في صدارة الأحداث الأكثر خطورة عندنا بعد حوداث المرور و»الحرقة» و»المخدرات»، وغيرها من الحالات المدرجة في الأجندة الوطنية، وهذا الفرز يعود للتّداعيات الدقيقة الخارجة عن نطاق الكبير، ونقصد الجهات المشرفة على حماية حياة الانسان.
والمسؤولية كل المسؤولية تقع على عاتق البشر مثلما تمّ إلصاق ذلك بالسّائقين، ولا تتحمّلها جهات أخرى المرافقة لمثل هذه الحالات، لذلك تكتفى بالنّصائح فقط ـ للأسف ـ لا يأخذ بها البعض بالرّغم من التّكرار المفيد.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19814

العدد 19814

السبت 05 جويلية 2025
العدد 19813

العدد 19813

الخميس 03 جويلية 2025
العدد 19812

العدد 19812

الأربعاء 02 جويلية 2025
العدد 19811

العدد 19811

الثلاثاء 01 جويلية 2025