لم تنتظر كبرى التشكيلات السياسية وكذلك الشخصيات الوطنية، لاسيما منها المحسوبة على المعارضة طويلا، لإعلان موقفها من الانتخابات الرئاسية المقررة في أفريل المقبل، فبعد مرور أسبوع فقط على استدعاء الهيئة الناخبة من قبل رئيس الجمهورية قبل ثمانية أيام، ما يؤشر على الريتم السريع للعملية والمشاركة القوية فيها وتنافس لاحت بوادره في بيت الأحزاب في حد ذاتها.
تتقدم وتيرة التحضيرات للانتخابات الرئاسية المرتقبة في الجزائر، بعد أقل من 3 أشهر بسرعة كبيرة، فبعد مرور أسبوع فقط عن انطلاق المسار الانتخابي، بأول خطوة ممثلة في استدعاء الهيئة الناخبة، شهد الأسبوع الأخير إقبالا كبيرا على سحب استمارات الترشح من قبل أحزاب وبعض الشخصيات وكذا مواطنين، رغم أن الآجال المحددة للعملية محددة بـ 45 يوما ولن تنتهي إلا في الثالث مارس المقبل.
التخلي عن «السوسبانس» على مستوى الأحزاب السياسية، التي سارعت إلى الإعلان عن مواقفها من الاستحقاق الانتخابي، مرتبط أيضا بوضعها الداخلي ما يستدعي الإعلان عن الموقف منذ البداية، الأمر ينطبق على حركة مجتمع السلم التي أعلن رئيسها عبد الرزاق مقري أمس، عن المشاركة في الانتخابات الرئاسية، ولو أن الموقف متوقع، إلا أن إعلانه بصفة ضمنية عن ترشحه، يأتي ردا على الأصوات التي ارتفعت وتحدثت عن ترشح الرئيس السابق للحركة أبو جرة سلطاني، وإن نفى الأخير المسألة جملة وتفصيلا.
كما أن المشاركة في الانتخابات الرئاسية باتت تقليدا لبعض التشكيلات السياسية، على غرار عهد 54 الذي يشارك بانتظام منذ سنوات فيها، وكذلك الأمر بالنسبة لحزب العمال الذي وإن فضلت دائما أمينته العامة لويزة حنون التريث قبل الإعلان عن ترشحها، إلا أنها في نهاية المطاف لا تفوت المشاركة في المحطة الانتخابية الرئاسية، التي تعتبر امتحانا سياسيا لأي حزب.
غير أن سحب الاستمارات لا يعني بالضرورة المشاركة، التي ترتبط باستيفاء جميع الشروط القانونية، أمر يحدده المجلس الدستوري، الذي يمنح التأشيرة النهائية للمشاركة في الانتخابات الرئاسية.
