كلمة العدد

حتى لا تصمت الألوان

بقلم: حبيبة غريب
27 جانفي 2019

يعتبر الفن التشكيلي أو البصري من الفنون الراقية التي تعتمد على تناغم الألوان والأشكال كلغة صامتة، لكن جميلة للتعبير عن أحاسيس صاحبها وتأثيرات المحيط عليه، لوحات وأعمال يترجم من خلالها الكثير من مشاعره أو البعض من ذاته وأفكاره، تكون واسطة يبلغ من خلالها رسالته إلى الآخر.
 ومثلما تحاور الموسيقى الوجدان وتنساب إليه، تحاكي الألوان الأشكال هي الأخرى، داعية إياه إلى تأملها وفهم مغزاها والتفاعل معها سلبا أو إيجابا، هذا حسب نفسية المتلقي وأحواله.
 إنّ الاهتمام بالفن التشكيلي وتشجيع أصحابه على بلورة مواهبهم وإخراج مكنوناتهم  هو تثمين لشق مهم من الموروث الثقافي وهوية الشعب الجزائري، الذي اهتم بالرسم  والنحت و الزخرفة والمنمنمات منذ الأزل.
لكن هذا الفن الذي يشهد له العالم بعبقرية صانعيه الجزائريين وذوقهم الراقي ولمساتهم المعتمدة اليوم في كبريات المدارس، أصبح في وقتنا الحالي مهمّشا، محصورا على قلة من الرسامين والنحاتين، الذين يقاومون الزمن والنسيان من خلال معارض مناسباتية تقام هنا وهناك دون أن تسلط عليها الأضواء أو يشجع أصحابها على المضي قدما.
إنّ التهميش الذي عرفه الفن البصري في الجزائر في العشريات الماضية، انعكس سلبا على الذوق العام فتخلى المواطن الذواق عن كل ما هو جميل، تخلى عن زيارة الأروقة الفنية والاهتمام بالمعارض، وعن تشجيع الفنان إذ أضحى الكثير للأسف، يعتبرون ما تحمله اللوحات مجرد خربشات لا تفهم معانيها، وكأنّ بالجسر القائم بين الفنان وجمهوره قد انكسر، ولغة الألوان والأشكال قد فقدت سبيلها إلى وجدان المتلقي.
وهنا يعاب كثيرا على المسؤولين في قطاع الثقافة، الإعلام والنقاد الذي يتجاهلون مأساة الفنان التشكيلي اليوم، الذي لا يسعى لوحدة الصفوف وللمطالبة بمكانته وسط المشهد الثقافي، بأن يطلق العنان لألوانه وأشكاله كي تعبر وتحدث وتحاكي المتلقي، كما ينبغي أن نصالح المواطن الجزائري عامة والناشئة، خاصة على الفن البصري من خلال تنظيم معارض في الشارع، وإعادة الاعتبار للتربية الفنية في الوسط المدرسي.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024
العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024
العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024