يبقى عبد المومن جابو من ضمن اللاعبين القلائل الذين ساروا في رواق موّفق بفضل الموهبة الكبيرة التي يمتلكها كصانع ألعاب، والتركيز الكبير على «مهنته» لمدة طويلة حيث يعتبر « قطعة أساسية » في تشكيلة وفاق سطيف .. و أكثر من هذا فإنه تألق في الأيام الأخيرة بتوقيعه لثلاثية كاملة مؤكدا فعاليته و دوره كقاطرة حقيقية لناديه.
جابو، يعتبر القدوة للاعبين الشبان من خلال لعبه لسنوات طويلة بنفس النسق و نوعية الأداء طيلة سنوات ، في الوقت الذي أصبحنا نقف على تجارب « سلبية « للغاية بالنسبة للاعبينا ، الذين بالرغم من الإمكانيات المادية الكبيرة التي توفر لهم من طرف النادي، فإنهم يسيرون عكس الاتجاه الايجابي .
فكم من لاعب يملك مواهب عديدة في الكرة، خيب الأمال بعد موسم أو موسمين بسبب عدم « فهمه « لضروريات المستوى العالي و التفاني في العمل اليومي في التدريبات و تقديم المردود المطلوب في كل أسبوع .. حتى أن البعض منهم تحوّل إلى المنشطات في حالات سجلتها الكرة الجزائرية بأسف كبير .
بالتالي، الاحتراف يعني الكثير من «التضحيات» للحفاظ على لياقة اللاعب له بتسيير المراحل بذكاء و الارتقاء الى مستويات أفضل، تمكنه من الوصول الى المنتخب الوطني و تقديم خدمات كبيرة للكرة الجزائرية .
لذلك، فإن الحديث عن جابو و الاستثناء الذي «يصنعه » قد يكون « درسا « للاعبين « دشنوا» مسارهم مؤخرا من أجل الحصول على «الوصفة « القريبة من المنطق لإنجاح تجربتهم في الرياضة الشعبية رقم واحد في الجزائر والعالم ..
المتصفح لمشوار « ميسي » وفاق سطيف يدرك الرصيد المعتبر للاعب الذي كانت لديه تجارب عديدة كسب منها الكثير ، بعدما لعب لفريق « القلب» ثم تحول الى مولودية العلمة ، و اتحاد الحراش و النادي الافريقي قبل أن يعود الى سطيف .. و يساعد اللاعبين الشبان بإمكانياته الفنية و الذهنية، لا سيما و أنه يلعب للموسم 14 في المستوى العالي .. و تألق في مونديال البرازيل مع «الخضر» بتوقيعه لهدفين .
جابو يعد مثالا يقتدى به في وقت أصبحت أغلب أندية الرابطة المحترفة الأولى تعاني من عدم وجود «صانع ألعاب» حقيقي.. و «نموذج» للنجاح، الأمر الذي أثر على مستوى الأداء بشكل عام ..