كلمة العدد

نقاط التّوازن...

بقلم: حبيبة غريب
03 فيفري 2019

للمقاهي أو النّوادي الأدبية مكان ومعنى في المشهد الثقافي، فهي الفسحة التي  يستطيع من خلالها كل من الفنان والمبدع والكاتب التعبير والتواصل مع غيره من المثقفين والقراء وحتى العامة من المجتمع دون رسميات أو بروتوكولات، مجال مفتوح على الكلمة والحرف، وعلى التعبير بكل حرية عن الرأي والرأي الآخر.
هذه الفضاءات التي بدأت في الآونة الأخيرة تظهر هنا وهناك في ولايات الوطن،  بحرص وإرادة بعض المثقفين والجمعيات لإحداث التغيير، ومحاولة إرجاع الأمور إلى نصابها وإعادة التوازن للمشهد الثقافي، تحتاج اليوم إلى الثبات والاستمرارية، وصمود مؤسّسيها وتجاوب قوي من روّادها.
  فالمقاهي الأدبية هي المتنفّس الذي يحتاجه المجتمع اليوم، كي يتصالح المفكر والأديب والشاعر مع جمهوره، وكي يخلق حراكا أدبيا وفنيا ونقاشات تصب في سبيل نشر الوعي والتحسيس من أجل الرقي والازدهار الفكري.
إن المشهد الثقافي بحاجة ماسة إلى المقهى أو النادي الأدبي،  شأنه شأن الملتقيات والمحاضرات والمهرجانات، كي تكون ديناميكية الاستمرارية في التواصل والإشعاع الفكري، وكي لا تقتصر الأنشطة الأدبية على المحافل الرسمية، التي تحتكرها نخب أو هيئات ما ويقصى منها المواطن البسيط، خاصة في هذا الوقت والجزائر في أمس الحاجة إلى تواصل أبنائها في ما بينهم، وإلى رجوعهم إلى مناهل العلم والثقافة والأدب وللإبداع، وتفجير طاقاتهم الفنية و الفكرية لصالح البلاد والعباد.
 هذه الفضاءات التي قد تكون نقاط إشعاع فكري قد تنبثق منها بوادر التغيير نحو الجيد والأفضل، تحتاج إلى دعم وتشجيع من قبل المثقفين المخضرمين، وكذا من القائمين على قطاع الثقافة، تحتاج أيضا إلى المساندة كي تستمر في الزمن وتتحسّن في تناول المواضيع، وترتقي إلى مصاف المقاهي الأدبية العربية والعالمية الشّهيرة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024
العدد 19445

العدد 19445

الأحد 14 أفريل 2024