«سال المجرب و ما تسالش الطبيب» - مثل جزائري - أبلت الجزائر البلاء الحسن في مواجهة آفة الإرهاب الهمجي الذي كان يجد وقوده في فتاوى باطلة ما انزل الله بها من سلطان، تبيح قتل النفس و تخريب العمران باسم «الجهاد» المزعوم مصطلح تم توظيفه و استغلاله لمآرب أخرى لا صلة لها بالإسلام غير تشويهه و جعله منبوذا بتصويره دين سفك دماء و قطع رقاب ؟
تصنيفات خاطئة تعتمد على صور نمطية بائسة و مغلوطة في وقت أصبح فيه الشاذ قاعدة واقع احتل فيه التطرف و التزمت مساحة كبيرة و الجزائريون يعرفون أكثر من غيرهم مآلات استشراء هذا الفكر الظلامي و تراجع الفكر الوسطي المعتدل حينها سيتم ثقافة التقتيل و التنكيل في المجتمعات المسلمة لتدمر نفسها بنفسها و بواسطة دينها – للأسف- ؟
في مثل هذه الحالات يبرز دور الإمام ، حيث يلتبس على الناس أمر دينهم و و يفقدون التمييز بين الحق و الباطل و الأئمة و الشيوخ وحدهم قادرون على ارشاد الناس الى سبيل الرشاد و تمكينهم من التمييز بين الغث و السمين و التجربة التي مرت بها الجزائر خلال التسعينات بيّنت أن الأئمة الذين كانوا متشبعين بالمرجعية الدينية الوطنية هم الذين وقفوا في وجه الفكر التكفيري الزاحف و دحضوا بالحجة و الدليل فتاوى باطلة لجهاد مزعوم في بلادنا ؟ مما يؤكد أن الإمام كان من جبهات مكافحة التطرف و الإرهاب منذ البدايات الأولى لظهوره إلى غاية محاصرته و تحجيمه و تجفيف منابعه الفكرية الخبيثة و هذا بفضل مشايخنا و أئمتنا ، و هذا ما جعل من الجزائر مرجعية في مقارعة الإرهاب فكريا ، تجربة و خبرة يمكن أن تستفيد منها دول أخرى قد تتواجد بها بؤر مشبوهة لوباء التطرف و الإرهاب على غرار دول الساحل ، ضمن خطوات استباقية تتمثل في تكوين أئمة من هذه الدول المجاورة لبلادنا لتجنيبها ويلات ما عانيناه فتزويد هؤلاء الأئمة الكرام الذي استضافتهم بلادنا بالخبرة اللازمة لمواجهة الخطاب الارهابي المخادع و المشبوه الذي يستعمل في نشر التطرف ، و هي خطوة تعتبرها الجزائر مسؤولية بل التزام أخلاقي من أجل نشر التعاليم السمحى لديننا الإسلامي الحنيف و ضمن هذا الانشغال دائما ستسقبل بلادنا أئمة من جمهورية الصين الشعبية ، علما أن هناك مخابر و وكالات استخبارية عالمية تريد أن توظف الصعوبات التي تعانيها اقلية «الويغور» المسلمة في هذا البلد لاستعمال هذه الأقلية في حسم صراعات النفوذ و السيطرة على العالم و استنساخ السيناريو الأفغاني الذي استعمل فيه المسلمون باسم «الجهاد» كوقود حرب و ذلك بمساعدة و مباركة المخابرات المركزية الأمريكية بهدف تفكيك و إسقاط الاتحاد السوفياتي و بعد تنفيذ المهمة بنجاح أصبح من كانت تطلق عليهم واشنطن «مقاتلو الحرية» إرهابيين يجب القضاء عليهم ؟ ! .