انشروا الوسطية ولو في الصين ..

أمين بلعمري
05 فيفري 2019

«سال المجرب و ما تسالش الطبيب» - مثل جزائري - أبلت الجزائر البلاء الحسن في مواجهة آفة الإرهاب الهمجي الذي كان يجد وقوده في فتاوى باطلة ما انزل الله بها من سلطان، تبيح قتل النفس و تخريب العمران باسم «الجهاد» المزعوم  مصطلح تم توظيفه  و استغلاله لمآرب أخرى لا صلة لها بالإسلام غير تشويهه و جعله منبوذا بتصويره دين سفك دماء و قطع رقاب ؟
تصنيفات خاطئة تعتمد على صور نمطية بائسة و مغلوطة في وقت أصبح فيه الشاذ قاعدة واقع احتل فيه التطرف و التزمت مساحة كبيرة و الجزائريون يعرفون أكثر من غيرهم  مآلات استشراء هذا الفكر الظلامي و تراجع الفكر الوسطي المعتدل حينها سيتم ثقافة التقتيل و التنكيل في المجتمعات المسلمة لتدمر نفسها بنفسها و بواسطة دينها – للأسف-  ؟
في مثل هذه الحالات يبرز دور الإمام ، حيث  يلتبس على الناس أمر دينهم و و يفقدون التمييز بين الحق و الباطل  و الأئمة و الشيوخ وحدهم قادرون على ارشاد الناس الى سبيل الرشاد و تمكينهم من التمييز بين الغث و السمين و التجربة التي مرت بها الجزائر خلال التسعينات بيّنت أن الأئمة الذين كانوا متشبعين بالمرجعية الدينية الوطنية هم الذين وقفوا في وجه الفكر التكفيري الزاحف و دحضوا بالحجة و الدليل فتاوى باطلة لجهاد مزعوم في بلادنا ؟ مما يؤكد أن الإمام كان من جبهات مكافحة التطرف و الإرهاب منذ البدايات الأولى لظهوره إلى غاية محاصرته و تحجيمه و تجفيف منابعه الفكرية الخبيثة و هذا بفضل مشايخنا و أئمتنا ، و هذا ما  جعل من الجزائر مرجعية في مقارعة الإرهاب فكريا ، تجربة و خبرة  يمكن أن تستفيد منها  دول أخرى قد تتواجد بها بؤر مشبوهة لوباء التطرف و الإرهاب على غرار دول الساحل ، ضمن  خطوات استباقية تتمثل في تكوين أئمة من هذه الدول المجاورة لبلادنا لتجنيبها ويلات ما عانيناه  فتزويد هؤلاء الأئمة الكرام الذي استضافتهم بلادنا  بالخبرة اللازمة لمواجهة الخطاب الارهابي المخادع و المشبوه  الذي يستعمل في نشر التطرف ، و هي خطوة تعتبرها الجزائر مسؤولية بل  التزام أخلاقي من أجل نشر التعاليم السمحى لديننا الإسلامي الحنيف و ضمن هذا الانشغال دائما ستسقبل بلادنا أئمة من جمهورية الصين الشعبية ، علما  أن هناك مخابر و وكالات استخبارية عالمية تريد أن توظف الصعوبات التي تعانيها اقلية «الويغور»  المسلمة في هذا البلد لاستعمال هذه الأقلية في حسم صراعات النفوذ و السيطرة على العالم و استنساخ السيناريو الأفغاني الذي استعمل فيه المسلمون باسم «الجهاد»  كوقود حرب و ذلك بمساعدة و مباركة المخابرات المركزية الأمريكية بهدف تفكيك و إسقاط الاتحاد السوفياتي و بعد تنفيذ المهمة بنجاح أصبح من كانت تطلق عليهم  واشنطن «مقاتلو الحرية» إرهابيين يجب القضاء عليهم ؟ ! .

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024
العدد 19445

العدد 19445

الأحد 14 أفريل 2024