30 سنة تمر على إعلان تأسيس الاتحاد المغاربي دون أن تكون إنجازات هذا الأخير بحجم السنون التي تعاقبت؟ فالاتحاد مازال يراوح مكانه ولم يحقق شيئا مما تتطلع إليه شعوب المنطقة، التي طالما حلمت باتحاد على شاكلة الاتحاد الأوربي على الضفة المقابلة من المتوسط ولكن يبدو أن رياح السياسة وأنانياتها الضيقة تجري بما لا تشتهيه سفن الشعوب؟.
فكرة بناء فضاء يجمع دول الاتحاد المغاربي ليست وليدة اليوم، فخلال الفترة الاستعمارية كان قادة حركات تحرير الدول المغاربية يفكرون في فضاء يتوج ثمرة كفاحهم المشترك ضد الاستعمار الفرنسي، ولكن لم يتحقق ما خطط له هؤلاء الرواد إلى اليوم ومازال الاتحاد المغاربي يختصر الجمود والتراجع بسبب هياكل قديمة ومؤسسات بالية تجاوزها الزمن ولم تعد تستجيب لتحديات طارئة، لم تجد فيها ضالتها إلا العنكبوت لتنسج خيوط بيتها دون إزعاج ؟ ورغم كل ذلك لم تجد دعوات الإصلاح والتجديد من يصغي إليها بعد؟
لم يعد يذكرنا بوجود هذا الاتحاد إلا رسائل التهاني التي يتبادلها القادة بمناسبة إعلان تأسيسه، ليعود إلى أدراج النسيان في انتظار قدوم الذكرى القادمة؟.
ضاع على الشعوب المغاربية الكثير خلال العقود الثلاثة الماضية بسبب إقحام ملفات لها منابرها في المسار المغاربي مما رهن هذا الأخير ورهن معه أحلام الشعوب في حين كان من الأجدر أن لا نخلط الشوكة بالملعقة - كما يقول المثل الفرنسي الشهير - فعندما تم إعلان تأسيس الاتحاد المغاربي كان قد مر على اندلاع النزاع في الصحراء الغربية 13 سنة، فلماذا يتم إقحامه في الاتحاد المغاربي، في حين أن مكانه الطبيعي هو في الأمم المتحدة ؟، ماذا استفادت شعوب المنطقة و في مقدمتها الشعب المغربي الشقيق من ذلك؟ أكثر من ذلك لماذا يصر المغرب على أن الجزائر طرف في النزاع الصحراوي بينما حسمت الأمم المتحدة في النزاع وفي أطرافه؟ ثم من المستفيد من عرقلة قطار الاندماج المغاربي وفي مصلحة من يصب هذا الجمود؟
كنت أتمنى كما يتمنى كل فرد يعيش في هذا الفضاء ويؤمن بالاتحاد ضمنه أن يتم إحياء الذكرى 30 لإعلانه التأسيس بتدشين مشاريع مغاربية كبرى تتوج مسيرة ثلاثة عقود كاملة، كانت كافية لتجعل من هذا الفضاء منارة حقيقية للتكامل والاندماج لكن لا شيء من ذلك تحقق - للأسف- ؟!.
