كلمة العدد

رافد قوي للاقتصاد والتّنمية

جمال أوكيلي
18 فيفري 2019

سر تألّق قطاع التّكوين المهني في الجزائر هو أنّه في كل دخول رسمي يحمل معه تخصّصات جديدة تضاف إلى قائمة المدّونة المضبوطة في هذا الشّأن، يدل على أنّ المشرفين عليه في بحث دائم عن الحرف من خارج أسوار المراكز، وفور إعداد التّرتيبات اللاّزمة تدمج مباشرة كمقرر لتدريسها، وهنا تكمن قوّة هذا الخيار المتوجّه للشباب على أنّه مفتوح على التّنمية الوطنية الشّاملة وليس الاقتصاد فقط، والسعي لتكييفه مع الطّلبات الآنية على ضوء التّحوّلات السّريعة للمؤسّسات العمومية أو الخاصة.
والدخول المقرّر الأحد القادم هو ترجمة عملية لكل تلك الانشغالات العميقة المعبّر عنها من قبل المسؤولين في رؤية  التّكوين المهني مواكبا في سيرورته لاحتياجات التنمية والاقتصاد يزوّدها بكل ما يحتاجونه من يد عاملة مؤهّلة، وكفاءات عالية لا فرق بينها وبين متخرّجي الجامعات، المدارس أو المعاهد العليا.
والدليل على ذلك ٨٠ ٪ من هذا المورد البشري يجد منصب عمل في فترة ٦ أشهر على الأقل، و٦٣ ٪ من مستفيدي «أنساج» نجحوا نظرا للقاعدة التي يمتلكونها في إدارة شؤون مشاريعهم.
ومهما تكن حدّة الضّغوط النّاجمة عن كثرة الطلب على الالتحاق بالتكوين المهني، فإنّ التّوقّعات الأولية تجعل من المعنيّين اتّخاذ جميع الاجراءات اللازمة المتوافقة مع كل تلك الاستشرافات المبدئية، ودائما باتجاه مستويات أعلى. وحاليا فإنّ هناك ٢٨٠ ألف مقعد بيداغوجي جديد جاهز لموعد ٢٤ فيفري، والملاحظة الأساسية الجدير بالاشارة إليها هي أنّ تسيير القطاع مبني حقا على نظرة متكاملة تراعي بدقّة متناهية حركية التّنمية والاقتصاد، ولا تترك أي فراغ في هذا الاطار.
ما تحتاجه اليوم الورشات بشتى أنواعها والاستثمارات والمؤسّسات من النّوعية المبحوث عنها تجده بطريقة سلسة ومنظّمة لدى مراكز التكوين المهني، وكل مصالح التوظيف ترغب في عمّال ذوي تأهيل يدمجون مباشرة في الاختصاص دون أي فترة تدريبية قبلية قد تضيع عليهم المزيد من الوقت، وهذا الطّلب المتزايد من قبل المستخدمين وغيرهم على هؤلاء الشباب أدخل الارتياح لدى مسوؤلي الوزارة، مديري المراكز والأساتذة، الذين اكتشفوا بأنّ القطاع فعلا خزّان لأي اختصاص يريده الآخر.
والحكمة في كل هذا أنّ الوصاية لم تسارع الى شطب بعض التخصصات بل دعّمتها وعزّزتها نظرا لاتّساع رقعة اهتمامات المجتمع في مجالات عديدة قد تكون تكنولوجية وغيرها، لكن هناك عودة للحرف بقوة، وماتزال الكثير من المراكز تحافظ على ذلك أين تجد رصّاصّا، كهربائيا، بناءً، لحّاما أو صباغا؟ وإن وجدته فكم سيقبض منك؟ هذه النّدرة وصعوبة العمل أدت إلى التّمسّك بتلك التّخصّصات لإحداث المنافسة وكسر الاحتكار..لكن الواقع غير ذلك.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024
العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024
العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024