ما بين خطابين سياسي و ديني ، يصنع العالم الأزرق ، فارق الاصوات و الاختلاف ويحتكم الى خطاب مغاير ومخالف ،خطاب الخبط العشواء ، صنيع الدوائر المغلقة ، ومخابر التآمر ، دعاة أفغنة الجزائر ، هم كثر يتربصون وينتظرون الفرص السانحة .
جاءت وثبة الخروج الى الشارع بخطى لا هي بالثابتة ولا بالمتغيرة ، تجر بعضها بعضا ، في غياب تام للتشكيلات الحزبية ، النخبة ،المثقفين ،الطلبة ، منظمات المجتمع المدني ،غائبة تماما عن المسيرة التي لم تكن طرفا فيها ، ولم تدعوا لها .
فيما تبقى الجهة التي دعت الى المسيرة مثل شبح امتص الاوطان وارهب الشعوب ، يحركون الشارع الجزائري من خلف الستار كخشبة عرائس القراغوز ، مثلما حركوا الشارع العربي من قبل ، يجهل نسبهم وهوياتهم وحتى اوطانهم ، لان الضرب على وتر التغيير السياسي سهل جدا مثل اغنية ملاعب يسهل لحنها وتأديتها .
كن من شئت.. واستفزز من شئت ..وناور حيثما كنت واستطعت ، من واجبنا معرفة من انت ؟ ، ومن يقف وراءك ؟، تلك مسألة روتينية لا تحتاج الى واسطة ، او رسالة نصية نبرقها عبر الفضاء العنكبوتي فتسير في الشبكة الرقمية مجرى الدم في الجسد.
لا احزاب المعارضة ، ولا الموالاة ،و لا حتى المجتمع المدني من طالبوا بالمسيرة ، وحتى وان دعوا اليها وترفع فيها شعارات مهما كان نوعها ومطلبها ، هل يصدق العقل الاستجابة الى تجمهر ومسيرة ، دعا اليها الفضاء الازرق ،كأن الامر يتعلق بمناصرة فريق كرة قدم في مقابلات الداربي
الذين راهنوا على تفجير الجزائر اجتماعيا وأمنيا ،هم نفسهم الذين خاضوا ضدها حربا ارهابية بالأمس ، مازلنا الى اليوم ندفع قوافل الشهداء ، دوامة عنف ادخلت كل البيوت الجزائرية في حزن يتجدد كل يوم ، لم تكن عشرية بل اكثر من ذلك ، لان آفة الارهاب لا تزال تترصد فلذات اكبادنا ، مدعومة من اعداء الداخل والخارج ممن يتربصون بنا ، بعد فشل مؤامراتهم السابقة لضرب استقرار الجزائر ودعششتها .
اصوات خارج السرب في الضفة الاخرى من المتوسط ، ترسل سمومها وتنفخ في عجلات المطاط ، كأنها تصب الزيت على النار وتقول لها لا تشتعلي ، الجزائر اكبر من ان تبقى رهينة هذه الاساليب ، نعم للتعبير والتغيير ، لكن بخطى حذرة وثابتة لان ضياع الوطن ، ضياع للأمن والأمان والاستقرار ...الحذر واجب ، لان جمهورية الافتراض مآلها الانقراض .