يقظة واستمرارية

فنيدس بن بلة
24 فيفري 2019

أعطى رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة دلالة للاحتفالية المخلدة للذكرى المزدوجة لتأسيس الاتحاد العام للعمال الجزائريين وتأميم المحروقات، مذكرا بالإنجازات المحققة بالدم والعرق وبتضحيات جسام لجزائريين صغرت أمامهم الأشياء وكبر الوطن وعلا شأنه. تضحيات كان العمال فيها في أول الصفوف طوال الحقب والتواريخ بدءا من ثورة نوفمبر المجيدة والبناء والتشييد إلى آخر ما بلغته الجزائر في معركة التحدي والتطور.
عاد الرئيس إلى أول البدايات، مذكرا بالخلفيات والأسباب التي دفعت بالطبقة الشغيلة إلى الانتفاضة بلا توقف كلما استدعاها الواجب الوطني وكلما أملت عليها الظروف الحالكات. فكان العمال نعم القوة المؤثرة المجندة لوحدة الصف والكلمة أبقت الجزائر صامدة واقفة تقاوم رياح التغيير باستقلالية قرار ورؤية استشرافية لا تعترف بالمستحيل.
عاد الرئيس إلى المنطلقات الأولى والمسارات التي اتبعها العمال بتجنيد من الاتحاد في المرافقة بروح مسؤولة وبعد تبصر في الدفاع عن المكاسب، مرافعين من أجل مضاعفة الجهد يفرضه الواقع المتطور بأسرع ما يمكن لإعطاء المؤسسة وتيرتها المطلوبة في مسار خلق الثروة، القيمة المضافة والعمل وجعلها قاطرة المنظومة الاقتصادية في مسعى التحرر من التبعية للبرميل وما يحمله من تداعيات خطيرة على السيادة والقرار السياسي المستقل وقت حدوث أي انهيار في الأسعار.
عاد الرئيس في رصد مسار التحدي الذي رفعه العمال الذين استجابوا دوما لنداء الوطن وقت الصعوبات قابلين بتضحية ثانية خلال العشرية السوداء من أجل إبقاء الجمهورية واقفة صامدة تواصل معركة البناء والإنماء باستقلالية رؤية وبعد نظر أمنها من أي طارئ.
إنها النظرة المتبصرة التي نلمسها في كل محطة حاسمة فاصلة، تحسب للبلاد وتعطي الجواب الشافي الكافي عن كيف تمت عملية تأميم المحروقات ورهان نجاح التجربة الجزائرية في هذا المعترك المصيري وما تحملة كلمة «قررنا» من رمزية ومدلول سياسي وبعد استراتيجي يتوقف عنده المحللون ويمنحونه حق قدره من العناية دون المرور عليه مرور الكرام.
من هذه الزاوية قدم الرئيس نظرته في الإحاطة بذكرى 24 فيفري، معرفا بنضال الماضي القريب والبعيد ومكاسبه والصعوبات التي تجاوزها البلد المحروس باقتدار اعتمادا على طاقاته الحية في مقدمتها العمال، مذكرا في ذات الوقت بظروف صعبة آنية وآتية لا بد من مواجهتها بمضاعفة الجهد لإعطاء انطلاقة متوازنة  للمنظومة الاقتصادية ودفعها أكثر نحو زيادة المنتوج الفعلي المولد عن الجهد العضلي وليس الريعي غير الآمن للحاق بركب الأمم المتقدمة.
بهذا التوجه واستغلال الإمكانيات المتوفرة، ووعي الضمير الجمعي للجزائريين وغيرتهم وحرارتهم، تعزّز البلاد نفسها اعتمادا على منظومة اقتصادية ذات قيمة وجبهة شعبية داخلية تشكل الحلقة الأقوى والسند الأكبر للجيش والأسلاك الأمنية  في معادلة الاستقرار الوطني  غير القابل للمساس إلى يوم الدين.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19449

العدد 19449

الجمعة 19 أفريل 2024
العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024