هنّ عصاميات جعلنا من الفن والأدب طريقة للتعبير عن أحوالهن وآمالهما وعن أرائهن خاصة، تغلّبن على معيقات الحياة اليومية وصعوبتها وثرن على الأعراف والتقاليد المحافظة، فأخرجن كل جميل مكنون بداخلهن وترجمن إياه للوحات فنية وقصائد شعرية، وقصص وروايات أو عروض مسرحية وأدوار في أفلام سينمائية ومسلسلات.
هنّ مبدعات حتى النخاع، تناضلن كل يوم من أجل إبراز تميزهن وتحاولن الخروج من المجهول إلى الشهرة، ليكن لهن مكان في المشهد الثقافي.
إن الجميل في قصة كل مبدعة عصامية أنها تصقل موهبتها بنفسها وتتحدى البيئة المحيطة والصعاب بغريزة محاربة الجسور التي إن أرادت شيء تنحني لها الظروف و الأقدار. فكم من امرأة جادت قريحتها قصائدا ودواوين شعرية، وقصصا وروايات أدبية، فكُتب اسمها في سجل الكبار، وكم من رسامة ترجمت أحاسيسها أشكالا وألوانا فكان لطريقها وقع وأثر، وكم من حواء اكتشفت بداخلها ممثلة قادرة على تقمص أصعب الأدوار.
إنها حواء المبدعة، التي تكتب كل يوم التاريخ بانجازاتها وأعمالها التي تعبّر من خلالها على إرادتها في تغيير واقعها نحو الأفضل وعن رغبتها في كسر كل القيود لتصنع لنفسها ولموهبتها مكانا في المشهد الثقافي ولتخرج من شرنقتها نحو عالم النجومية والأضواء. فكل سنة والعصامية الجزائرية الموهبة والتألق والإبداع.