لماذا ينساق طلبة وراء احتجاجات حادة؟

سعيد بن عياد
05 مارس 2019

هل تحرك طلبة الجامعة في هذا الظرف يعكس توجهات سياسية بتلك الحدة أم أن هناك من سعى للاستثمار في مشاكل الطلبة الاجتماعية والبيداغوجية؟. حقيقة تعتبر الجامعة فضاء مفتوحا على محيطها مما يدرج الطلبة في خضم الديناميكية التي يمر بها المجتمع في كل المراحل من تاريخه، سعيا للمساهمة في التحول الإيجابي، دون أن يتحول إلى وقود يلهب التوترات. لو يتم البحث جيدا في عمق المسألة يمكن رصد بعض العوامل التي ساعدت على الدفع بالطلبة إلى متاهات تعرف بدايتها ولا تعرف نهايتها، وبدل أن يصنعوا الموقف بإرادة تأبى التلاعب أو المغامرة، يصنعوا لأنفسهم موقعا في المشهد كرواد يقودون أكبر بكثير من مجرد أرقام تحركها قوى خفية أو أوساط يعلم الله ما تحيكه لهذه الأمة. بالرجوع إلى الخلف بشأن حياة الطلبة، تسجل عدة نقائص قد تكون غذّت النزعة الاحتجاجية، وأججتها، ومن بينها تأخر دفع المنح، وحرمان شريحة معتبرة منها بداعي أوليائهم يتقاضون أجورا تعتبرها مصالح الخدمات الاجتماعية مرتفعة؟، ناهيك عن مشاكل اجتماعية مثل الإقامة وأخرى بيداغوجية مثل عجز في أساتذة بعض المواد وغيرها من المسائل التي تعتبر جوهرية في حياة الطالب. ويمكن التساؤل، ماذا لو اعتمدت مقاربة أكثر انفتاحا وإيجابية تجاه الطلبة من خلال مرونة في التعامل مع المجتمع الجامعي وخاصة العنصر المحوري فيه وهو الطلبة، وكسر ممارسات بيروقراطية تبدأ من التسجيل إلى التخرج ناهيك عن قلة أو انعدام مساحات للتعبير داخل الحرم الجامعية ونقص في تنشيط الحياة داخله بوضع الطالب في صلب الاهتمام. هل يعقل أن لا يعرف طلبة هوية عميد كلية أو رئيس جامعة، أو مدرسة بسبب تخندق مسؤولين وراء مكاتبهم ويتعاملون بالمراسلات والتعليمات التي غالبا ما تجد امتعاضا لدى المعنيين، وهي مسؤولية تتحملها أيضا الوصاية في وقت يتطلب فيه الأمر مضاعفة الجهود في التواصل وتوسيع مساحته أكثر فأكثر بذهنية الشراكة وليس الوصاية البيروقراطية التي ترتكز على عقلية الممنوعات بدل الاقتراحات. في ضوء المشهد بكل تناقضاته يمكن اعتبار الجامعة من أولويات الملفات التي تحتاج لإصلاحات من كافة الجوانب، بجعل الطالب شريكا بالمفهوم الواسع وليس بالنمط التقليدي الذي يمنح تنظيمات طلابية نفوذا قد يوظف في مسائل غير طلابية، وكذا إرساء ميثاق يؤسس لعلاقة جديدة ترتكز على اعتبار الطالب مهما كان وضعه الاجتماعي على نفس الدرجة في الحقوق والواجبات من أجل بناء شخصية طلابية متوازنة ومنسجمة لا مجال فيهل لأي عقدة تكون من أسباب التوترات.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024
العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024
العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024