ما هي الإجراءات العملية الصّارمة المتّخذة من قبل الإدارة لتأمين الإقامات الجامعية عقب حادثة بن عكنون؟ سؤال نود الإجابة عليه من خلال ملف «محليات الشعب» عبر شبكة مراسلينا بالولايات بإعطاء الكلمة للمسؤولين المباشرين على هذه الهياكل لتفادي حدوث أي طارئ مستقبلا، وتحاشي تكرار تلك الوقائع في جهات أخرى.
واستنادا إلى مراسلينا، فإنّ مديري الإقامات الجامعية سارعوا إلى ضبط التّدابير المشدّدة وفق ما أوصت به الوزارة بإعداد مخطّط شامل ومتكامل في هذا الشّأن، لا يترك المجال أو الفرصة للعفوية أو شيء من هذا القبيل، وهذا من خلال الاعتماد على قاعدة العمل الوقائي والفعل الاستباقي.
وتبعا لذلك، فإنّ التّرتيبات الأولية تكمن في تنصيب كاميرات متطوّرة لتغطية فضاء معين، من المراقبة الدّقيقة لحركة الأشخاص والفرز في عملية الدخول والخروج، مدعّمة بأعداد معتبرة من أعوان الحراسة ذوي التّأهيل في هذا الاختصاص تلقّوا تكوينا مكثّفا عبر سلسلة من الدّورات.
يضاف إلى كل هذا العمل المهني، الاستعانة بعامل التكنولوجيا في تحديد هويّات الأفراد والتّأكد من انتمائهم إلى أسرة الطّلبة، وعدم التّساهل مع كل من ليس له علاقة مع هذا الوسط.
هذه المنظومة من الآليات ارتاح لها الطّلبة أيّـما ارتياح، كونها وضعت حدّا وأنهت فترة معيّنة من الإهمال والتسيب الذي كان الجميع يلاحظه في هذه الأماكن، أي كثرة الغرباء والدّخلاء الذين وجدوا ضالّتهم في الإقامات واحتفاظ الكثير بالغرف بعد إنهاء دراستهم يبيتون عند أصدقائهم في حالة حصولهم على منصب عمل، وعدم قدرتهم على الكراء أو العودة إلى عائلاتهم.
هذا الوضع ولّى عهده وانتهى، هناك استفاقة لقطاع الخدمات الجامعية بعد سنوات طويلة من التّراخي بانتهاج مقاربات جديدة في التّسيير، قائمة على تثمين الموارد البشرية ذات الكفاءة العالية، واستغلالها عقلانيا في إدارة الشّأن الطّلابي وفق ما تقتضيه متطلّبات المرحلة، بمعنى توفير المناخ اللاّئق لهؤلاء خلال مسار دراستهم والوسط الجذّاب كالتّرفيه والتّسلية بداخل الإقامات لإبعاد عنها ذلك الدّيكور المخيف، الإسمنت، غياب التّرميم، انعدام المرافق، الألوان منفرة.