"إسرائيل أولا ".. الشعار كان خاطئا ؟!

أمين بلعمري
22 مارس 2019

هل تحوّلت الولايات المتحدة الأمركية إلى دولة مارقة في عهد دونالد ترامب؟ يبدو أن الأمر كذلك وإلا كيف نفسر اعتراف واشنطن بسيادة احتلال على أراضي اغتصبها رغم أنها مصنفة من قبل الأمم المتحدة في خانة الأراضي المحتلة؟ ألا تعتبر الخطوة تمردا على الشرعية الدولية ومروقا عليها؟

منذ وصول ترامب إلى المكتب البيضاوي لم تتوقف تصرفاته المفاجئة والمريبة وسياسات تفكيك كل شيء تحت شعار "أمريكا أولا"، الذي أطلقه خلال حملته الانتخابية الرئاسية ولكن ألا يبدو أحيانا أنه أخطأ في هذا الشعار وكان الأجدر أن يكون "اسرائيل أولا"؟ بل قبل أمريكا نفسها؟ أفلا يبدو أن صهره جاريد كوشنر - زوج ايفانكا الابنة المدللة لترامب، وكأنه راعيا ساميا لمصالح إسرائيل داخل البيت الأبيض وليس العكس؟ إن ما حققته إسرائيل خلال العام الأول لعهدة ترامب لم يتحقق للشعب الأمريكي نفسه؟!

اتهام روسيا بالتلاعب بنتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية لمساعدة ترامب على الوصول إلى السلطة يبدو وكأنه تحويل للأنظار، جعل تحريات مكتب التحقيقات الفيدرالي تأخذ الاتجاه الخطأ، لأنه يبدو أن من زوّر الانتخابات الأمريكية لصالح ترامب هي إسرائيل وليس روسيا، كيف لا وتل أبيب هي أكبر مستفيد من ذلك وهي التي حققت ما لم تكن لتحلم به مع أي رئيس أمريكي آخر؟ فالقدس المحتلة أصبحت عاصمة للاحتلال والسفارة الأمريكية نقلت إليها؟، رفع صفة محتلة عن الأراضي الفلسطينية واليوم الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان، أما حل الدولتين وعودة اللاجئين فقد أصبحا في خبر كان في تدوين ذلك في سجلات صفعة القرن؟، الشعار كان خاطئا "إسرائيل أولا"؟ 

لم يتصرف أي رئيس أمريكي بهذه العنجهية، التنطع والتعدي الصارخ على الشرعية الدولية كما يفعل ترامب؟ وهو الذي انسحب من اليونسكو من أجل سواد عيون إسرائيل، ثم من اتفاقية المناخ ومن معاهدة صواريخ الـ"أف. أن .أي" ثم التهديد تحت طائلة تفكيك حلف الناتو في حال لم يدفع حلفاؤه ما عليهم من مستحقات، خلافات ومناوشات في قمم الـ20 بسبب فرض رسوم تجارية وفي هذا الشأن يستوي الحلفاء والخصوم عند ترامب؟ لم يبق لترامب غير الانسحاب من منظمة الأمم المتحدة أو المطالبة بحلها لأنها وببساطة لم تعد تعني له شيئا أو هكذا تبدو الأمور على الأقل وإلا كيف يعترف لكيان محتل بالسيادة على أرض مغتصبة منذ 52 سنة؟ ترامب - للأسف - يعمل كل ما في وسعه لوقف عجلة السلام في المنطقة وكأنه يقول للعرب عودوا إلى الحرب، لا تنتظروا من السلام شيئا ؟!.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19461

العدد 19461

الأحد 05 ماي 2024
العدد 19460

العدد 19460

السبت 04 ماي 2024
العدد 19459

العدد 19459

الأربعاء 01 ماي 2024
العدد 19458

العدد 19458

الإثنين 29 أفريل 2024