عشرون مسرحا جهويا ومشاريع إنشاء أخرى تنتظر التجسيد، ومهمة واحدة هي إعادة أبي الفنون إلى واجهة المشهد الثقافي الجزائري، لا سيما وأن العديد من الفرق المحلية تتألق في الكثير من المناسبات داخل وخارج الوطن، من خلال عروضها المسرحية وافتكاكها للجوائز والمراتب الأولى في المسابقات والمهرجانات.
مسارح وبالرغم من تخبطها اليوم في مشاكل تسيير الإدارة لها وعدم استقلالية روادها من ممثلين وفنانين في اتخاذ القرارات. لكنها وفي السنوات الأخيرة بدأت تحدث الفارق وتقدّم قيمة مضافة من خلال تشجيعها واحتضانها للتعاونيات الفنية وللمواهب الشابة وكذا من خلال دعم وإنتاج الكثير من العروض المتألقة.
إن اهتمام المسرح الجهوي لبسكرة بمسرح الطفل، ومسرح وهران بمسرح الشارع وبجاية بالمونولوغ ومسرح بشطارجي بتكوين الشباب المبدع الهاوي لأمثلة حية على المجهودات التي يراد من خلالها إرجاع الركح إلى عصره الذهبي، أمثلة تستوقف الجميع لإعادة النظر في كيفية تمكين هذه المؤسسات من مواصلة مشوارها ومساعدتها على رفع التحدي.
فكل المكونات متوفرة من أجل إنجاح هذا الرهان الذي يحمل بين أوراقه شغف الفنانين ومحترفي الركح وإرادة الشباب أصحاب التعاونيات والجمعيات الثقافية وإبداع كتاب النصوص والنقاد. وتبقى الحلقة المفقودة أن تحل معضلة سوء التسيير الإداري والبيروقراطي بوضع نصوص قانونية جديدة تسمح لأهل الاختصاص بتولي أمور الركح الفنية والتقنية والمادية بكل عزم وحب واحترافية.
وفي انتظار أن يرفع الستار على هكذا ركح ، كل سنة و المسرح الجزائري متألق وفي الواجهة.