حصاد الخميـس

القائد يفكك الرسائل المنسوبة والاجتماعات المشبوهة

بقلم : نور الدين لعراجـــي
03 أفريل 2019

سيظل تاريخ الـ22 فيفري منعرج  تحول ، نحو جزائر جديدة  ثائرة ضد الفساد وحكم العصابة ، تاريخ يسجل بأحرف من ذهب ،صنع الشعب الجزائري أعظم صور له في مسيرات جابت شوارع ومدن الجمهورية ، رافعا شعارات تطالب بوقف مسلسل الرسائل المنسوبة لشخص الرئيس المنتهية عهدته باستقالة مسبقة ، وإنهاء سيناريو الاجتماعات المشبوهة التي فضحها الرئيس الأسبق الجنرال زروال، وكشفها الفريق قايد صالح ، مؤامرات دبرت بليل .
إن تمديد عمر الأزمة و استمرار الفراغ السياسي في المشهد ،أسقط الأقنعة وأظهر الحقيقة للعيان، دون شك ولا ريب ، فعجز النظام السياسي  في الدفاع عن حقيقتها وزيفها وسقط في امام صيحات الشارع واستمرار الحراك على اشده.
المسيرات السلمية والحضارية صنعت هي الاخرى مشهدا استثنائيا ،خيب كل التكهنات وافشل تلك القراءات التي راحت تنتظر خريفا جزائريا ،او ربيعا عربيا ، عرابه أصحاب المال والفساد ، فكانت صيحات الجزائريين بردا وسلاما على وطن صنع الاستثناء في المطالبة بالتغيير السلمي وتطليق حكم الهاتف و»الكادنة» بالجمعات ، ظل إلى أكثر من عقدين يمارس سياسة الأرض المحروقة على شعب ضاقت به الممارسات الاليقارشية ، فأنتفض عن بكرة ابيه .
ظلت مؤسسة الجيش الرقم الواحد في المشهد السياسي ،وكان وقوفها الى صف الشعب لا غبار عليه ، وعوض أن ينزل العسكر بالدبابات الى الشوارع ، مثلما كان ينتظره  تيار الفساد ،لم يدم الحلم طويلا حتى نزل بيان اللحظات الأخيرة « جيش شعب خاوة خاوة « .
رسالة الرئيس المستقيل لم تكن بردا وسلاما على شعب مزقته عقود الزيف ،وعوض ان تودعه الجماهير في اجواء من الفرح ورد الجميل ، هاهي نهاية عهدة غير محمودة تنهي حكم بوتفليقة ، لتظل هذه الفترة من أسوء مراحل الحكم في تاريخ الجزائر المستقلة .
حتى وان اختلفنا مع الرجل ، فان الاعتراف بانجازاته ،لا ينكرها إلا جاحد ،لكنه عوض أن يمد يده للشعب الذي اختاره رئيسا ، سحب يده البيضاء  من غير سوء ، مانحا إياها لأصحاب المال الفاسد ، فكانت النتيجة وخيمة عليه وعلى الذين اوهموه بالخامسة وقبلها الرابعة، كانوا لصوصا  بنصوص القانون ، يحميهم ويمنحهم  الحماية  الأزلية ، وفي انتظار حقيقة قد تظهر ذات يوم ، يظل محيطه متعفنا بالتقادم ،ونهاية بوتفليقة  الذي رفض ان يكون ثلثي رئيس مع بداية عهدته الأولى ، سقط في قبضة عصابة مزقت البلد وقطعت المدد.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024