في الوقت الذي دخل فيه المقبلون على اجتياز امتحان شهادة البكالوريا «فترة» التركيز الذهني والإستقرار النفسي من خلال التحكم الدقيق في كيفيات المراجعة العامة المدعومة بالدروس الخصوصية، تتعالى بعض الأصوات المطالبة «بدورة ثانية» هل هذا معقول؟
من السابق لآوانه التقدم بمثل هذا الإقتراح الصادم من قبل جمعية عفوا جمعيات الأولياء التي لا تعد ولا تحصى شعارها «فولي طياب» داعية الوصاية إلى التفكير في صيغة لإعادة هذا الموعد البيداغوجي في غضون الآجال القادمة، استنادا إلى تبريرات غير مقنعة كليا ربطها أصحابها بالأحداث الراهنة، وتأثيراتها على التلاميذ، ما علاقة هذا بذاك؟ ومن قال لهم إن ما يجري له تداعيات على هؤلاء.
قد يستغرب المرء عند سماعه مثل هذا الإدعاءات التي لا أساس لها من الصحة وباطلة من منطلقها، كون دعاتها ذهبوا مباشرة إلى حل غير واقعي، من ناحية الفعل التربوي السليم الذي يعود على الجميع بالفائدة.
ليس هناك إسناد منطقي، حتى نذهب إلى هذا الخيار، هل حدث تسريب واسع للمواضيع؟ لا.. إذا لماذا ما سموه بـ «الدورة الثانية» والأولى تسير في ظروف حسنة وجيدة إلى غاية التاريخ المشهود. علينا أن لا نشوش على التلاميذ في سياق كهذا، كنا ننتظر أفكارا أخرى غير التي أتوا بها.
من هذه الأرضية مطالبة مسؤولي الوزارة وعلى رأسهم السيد بلعابد وهو رجل مربي، ويعرف القطاع معرفة جيدة، مثلا التخفيف من حدة مضمون المواضيع غير المفهومة أحيانا يقف الممتحن أمامها حائرا تؤدي به أحيانا إلى الإنهيار النفسي، والتعرض لنوبات بكاء بدون ما يشعر بذلك، وتفادي إحداث الصدمة، لأن جل هؤلاء صغار السن غير متعودين على مثل تلك الردود القاسية أحيانا.
وهناك أفكار أخرى تتعلق بجوانب البكالوريا لم نسجلها من لدن تلك الجمعيات للأسف تثري بها الملف الموجود لدى مصالح الوصاية والمتعلق بإصلاح الشهادة إصلاحا عميقا، كان بالإمكان الإطلاع عليها اليوم ومعرفتها حتى نقيم هذه الجمعيات في التوجه البيداغوجي الخالص، دون ربط ذلك بأشياء خارجة عن نطاق الإمتحان ولا تعنيه أبدا، هي من باب «الفخفخة» واحتلال مواقع لا غير.