الأزمات لن تحلّ إلاّ بالحوار

فضيلة دفوس
07 ماي 2019

لا يختلف اثنان في كون المسلك الوحيد والطبيعي لحلّ أيّ أزمة سياسية مهما صعبت وتعقّدت، يكمن في الحوار والتفاهم بعيدا عن كل أشكال التعنّت والتّصعيد التي ترهن استقرار الدول وحتى استقلالها.
لقد علّمتنا التجارب أن سدّ منافذ الحوار يقود حتما للبحث عن خيارات أخرى قد يكون بعضها مؤلما والآخر داميا يزلزل كيان الدول ويعصف بأمن ووحدة شعوبها، وواقعنا يقدم لنا نماذج كثيرة عن أزمات ولدت صغيرة، حيث كان بالإمكان حلّها لولا أن الأصوات المؤججة والمصعدة كانت الأعلى والأذرع الحاملة للسلاح كانت الأقوى، وبهذه الصفة غرقت سوريا في حرب مدمّرة وعلى دربها سار اليمن الجريح، وها هي ليبيا تمضي إلى نفس المصير.
لقد كان بالإمكان وقف النّزيف السّوري واليمني عند بداية تدفّقه بشيء من الحكمة، وبالإمكان اليوم منع ليبيا من الانزلاق إلى حرب أهلية من خلال جلوس أبنائها الفرقاء حول طاولة حوار واحدة للخروج بأرضية تفاهم تقي البلاد والمنطقة شرّ الاقتتال وشظاياه المميتة.
للأسف الشديد، لقد كثرت مواجع العرب، وكلّما تجلّت ملامح انفراج في دولة ما، إلا وتفجّر الوضع وتأزّم في دولة أخرى، وآخر فصول هذا التأزّم ما تعيشه الجزائر والسودان من إشكالية سياسية مرتبطة بتغيير النظام، وهي رغبة مشروعة وقرار سيادي اتّخذه شعبا الدولتين بشكل سلمي، لكن إرهاصات ما بعد تنحية الرئيسين، خلقت بعض المصاعب التي لا يمكن تجاوزها إلا من خلال فتح قنوات الحوار بين مختلف الفاعلين لإيجاد مخرج يجعل المرحلة الانتقالية تمرّ بسلام، وتتوّج  بانتخابات نزيهة وسلطة يختارها الشعب.
الحوار إذن خطوة لابد منها لتجاوز حالة الانسداد التي تعيشها أي دولة، ولا أتصوّر مسارا آخر يساعد الجزائر على تجاوز المرحلة الحسّاسة التي تمرّ بها، غير التقاء أبنائها حول طاولة واحدة للبحث عن مخرج يجعل الانتقال يتمّ بسلاسة ولا يعرض البلاد لأية مخاطر.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024