احتكرت كلمة «ريمونتادا» واجهة الأحداث الكروية في المدة الأخيرة، بالنظر لعودة الفرق «من بعيد» و»قلب الطاولة» على الأندية المرشحة في أكبر منافسة أوروبية.. فقد عاش الجمهور الرياضي المتابع للكرة العالمية حدثين بارزين في الأسبوع الماضي بعد تأهّل كل من ليفربول وتوتنهام إلى الدور النهائي لرابطة الأبطال الأوروبية.
وظهرت «الريمونتادا» ودخلت قاموس المستوى العالي قبل موسمين حين تمكّنت البارصا من تحقيق التأهل رغم انهزامها في الذهاب بـ 4 ـ 0 أمام باريس سان جيرمان .. وكانت محطة غيّرت العديد من المفاهيم في طريقة تحضير الفرق.
ولم يعمّر رقم زملاء ميسي طويلا، ليكونوا هذه المرة بمثابة الضحية في موعدين متتاليتين، لا سيما في الأسبوع الماضي حين «خرجوا» من السباق على يدّ ليفربول رغم فوزهم في الذهاب بثلاثية نظيفة.. وبعد يوم فقط فعلها نادي توتنهام الانجليزي الذي قضى على أحلام أجاكس الهولندي الذي اعتبر لأسابيع عديدة بمثابة المرشح فوق العادة بعد فوزه في الذهاب وتقدّمه بهدفين في الشوط الأول من مباراة الأربعاء الماضي.
وبعد ما حدث في ملعبي «أنفيلد راود» و»يوهان كرويف أرين» فإن كل التحاليل تركزت على دور المدربين في «استخدام» إمكانيات اللاعبين بصفة فعالة، حيث أن اسمي كلوب وبوكيتينو برزا بشكل ملفت حين تمكنا من «شحن بطريات» عناصر الفريق للعودة في النتيجة رغم صعوبة الموقف بعد مرحلة الذهاب. و لعلّ النقطة الأساسية في تحضير الفريق في مثل هذه الظروف تكون «بسيكولوجية»، وهو ما لمسناه في العزيمة التي لعب بها كل من ليفربول وتوتنهام، لا سيما وأن هذا الخير كسب الرهان خارج الديار. لذلك، فإن «التنافس» على جلب أكبر المدربين لمحاولة الوصول إلى الأهداف أصبح مقنعا للغاية عند متابعة مثل هذه المقابلات التي تكون «بصمة» التقني واضحة بشكل كبير.. خاصة وأن «الجري «وراء جلب اللاعبين» النجوم «فقط قد لا تكون الطريقة المثلى لتحقيق النتائج الكبيرة، وإنما ضرورة الاعتماد على «المهندس» الذي يقوم بتشكيل مجموعة متوازنة تتجاوب مع اختياراته وفلسفته.
