سلوكات في قفص الاتهام

التبذير .. الخبز في الصدارة

حامد حمور
18 ماي 2019

صادفت في الأيام الأولى لشهر رمضان أعوان النظافة وهم يقومون برفع القمامة، حيث تحدث أحدهم لزميله «اليوم الخبز أكثر من الأشياء الأخرى.. الحالة راهي غير تزيد ؟».. إنها حقيقة رمي الخبز بكثافة للأسف الشديد والتي أصبحت منتشرة بشكل واسع، رغم الحملات التحسيسية والتوعوية.
أشارت الإحصائيات إلى أن الجزائريين يرمون حوالي 10 مليون خبزة يوميا منذ بداية الشهر الفضيل في ظاهرة تعدّدت أسبابها.. لكنها تصب كلها في عدم قدرة المستهلك على التحكم في عملية اقتناء المادة و»التعامل»  مع عدد الأرغفة التي يشتريها.
وتحدث لنا أحد الأشخاص أن المستهلك الجزائري «يلهث» وراء الأنواع المتعدّدة من الخبز المعروضة بطريقة «مغرية»، وحسب تعبيره «يأكل بعينه» حتى يجد نفسه في طاولة الإفطار بعدد هائل من الخبز وبأنواع مختلفة في الوقت الذي يستهلك كمية قليلة جدا من هذه المادة باعتبار أن مائدة رمضان تكون في غالب الأحيان مزيّنة بأطعمة مختلفة قد تنسيه في الخبز.
في حين أن كهلا يرى الأمر مختلفا عن الأول قائلا: «لا أنكر أن الإفراط في اقتناء الخبز موجود عند المستهلك، لكن لابد من توجيه أصابع الاتهام للخبازين، كون الزبون لا يستطيع تخزين هذه المادة بسبب رداءة نوعيتها وطريقة الطهي غير الاحترافية.. مما يجعل المستهلك يتفاجأ من حالها في اليوم الموالي.. في الماضي كانت النوعية أحسن ولا تدفع الزبون إلى رميها».
وبذلك، فالآراء مختلفة حول ظاهرة ترتفع نسبتها في شهر رمضان وتصنع ديكورا غير لائق لطريقة الاستهلاك والتبذير الكبير لهذه المادة الإستراتيجية.
وبالحديث عن الخبز، تذكرت أننا في الماضي عندما نصادف قطعة خبز صغيرة على الطريق نقوم برفعها و»نقبّل» على «نعمة ربي» في سلوك حضاري بعيدا عن التبذير.. لكن في الوقت الحالي ترمى خبزة بكاملها في القمامة التي تستقبل شتى الأنواع من خبز عادي مرورا ـ «الماونيس» و»المطلوع» و»المدوّر» وعلى مدار اليوم أمام مرأى المارة الذين أصبحوا يعتبرون هذه الظاهرة  شئ عادي .. للأسف.  

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024