الرقم الصعب في معادلة البناء الوطني

فنيدس بن بلة
18 ماي 2019

تعود ذكرى اليوم الوطني للطالب حاملة معها السؤال القديم الجديد الباحث عن أجوبة مؤجلة أين موقع هذه الفئة في البناء الوطني بعد التضحيات الجسام والمعارك التي خاضتها بلا توقف في سبيل البناء والإنماء.
نقول هذا وأمامنا صورة الماضي القريب والبعيد ماثلة أمام الأعين ، تتراءى لنا أفواج الطلبة وهم يقودون النضال ويرفعون مشعل التحرر ، مقتنعين حد الثمالة بان الاستجابة لنداء الوطن اكبر وأكثر أهمية من التحصيل العلمي المعرفي تحت سيطرة سلطة استعمارية فرنسية ظلت في تماديها في التنكر لوجود امة جزائرية عبر العصور وتعمل المستحيل من اجل التثبت بالجزائر.
انتفض الطلبة في أواسط خمسينيات القرن الماضي واقسموا على رفع التحدي مؤمنين بان ما اخذ بالقوة لا يسترد الا بها، مدركين ان بيان نوفمبر هو الخيار الفاصل الحاسم في مقارعة فرنسا الاستعمارية باللغة التي تفهمهما.
على هذا الأساس انخرط الطلبة في مسار النضال التحرري، استلموا القيادة والتوجيه والتأطير على مستوى المناطق، او عبر العواصم العالمية يساهمون في اقناع الرأي العام بعدالة القضية الجزائرية وإبطال مفعول الدعاية الفرنسية وتعتيم دوائرها السياسية والإعلامية.
وتظهر كتابات ومذكرات صناع التحرر الوطني كم هو الدور كبير لعبه الطلبة في إيصال الرسالة الجزائرية إلى الرأي العام واقتناعه بان الثورة التي تخوضها من اجل الحرية والسيادة.
بهذه الطريقة ساهم الطلبة بقوة في مسعى استعادة السيادة والكثير منهم كانوا إطارات الدولة الجزائرية المستقلة بعدما تلقوا تكوينا في مختلف العواصم. وهي رؤية استشرافية اعتمدها قادة الثورة الذي اقتنعوا بان الاستقلال آت لا ريب فيها وان الحفاظ على الاستقلال ومكاسبه هي المهمة الشاقة التي تتطلب تضحية ثانية، فكان قرارهم السيد ان يدفعوا بالكثير من الطلبة الى التكوين في مختلف العواصم لإسناد اليهم  مهام التسيير والتنظيم لاحقا.
بعد كل هذا هل حافظنا على الإطارات ومنحناهم العناية  والرعاية واشركناهم في القرار السياسي وفتح المناصب العليا إليهم؟ هل أخذنا بآرائهم وإشراكهم في أمور التسيير والأخذ بالبلاد الى بر التقدم والتطور مثلما حلم به الأسلاف رواد التحرر ومثلما تضمنته وصايتهم «اذا استشهدنا حافظوا على ذاكرتنا وابقوا على الجزائر أمانة»؟
انها اسئلة مطروحة بحدة في ظل وضع سياسي صعب تعيشه البلاد يترجمه حراك شعبي يطالب بالتغيير الجذري لنظام  سياسي يفضي الى جزائر جديدة تتطلع لان تكون لها مكانة تليق بها في الخارطة الدولية المتغيرة.
وهذا الحراك الشعبي انخرط فيه الطلبة بتلقائية وقناعة مكررين تجربة الامس ، صارخين بملء الفم انهم أحفاد رواد الثورة  وسائرون على خطى بن مهيدي، زيغود، سي الحواس، بن بولعيد في بناء جزائر حرة ديمقراطية مبنية على مبدإ التداول على الحكم وعدم الانفراد بالقرار والسلطة وعبادة الشخصية.وكلها مبادئ تضمنتها بالتفصيل بيان نوفمبر وشكلت خارطة طريق لمختلف مواثيق الثورة الجزائرية لا تقبل المساس الى ابعد الحدود. 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024
العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024
العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024