خارج السرب

ذر الرماد

نورالدين لعراجي
18 ماي 2019

لم يقدم بيان الثلاثة طالب الابراهيمي، علي يحي عبد النور، الجنرال رشيد بن يلس، أي جديد سوى انهم اجتمعوا على كلمة سواء، وهي إدانة المؤسسة العسكرية بطريقة غير مباشرة وكأنها هي من ألحقت بالبلد إلى هذا الانسداد الذي نعيشه، وكان الأحرى بهؤلاء على الأقل من باب تثمين الجهود، الاشادة بما تقوم به العدالة الجزائرية العائدة إلى بعثها من جديد، وها هي تباشر مهامها القانونية من إجراءات، متابعات وإدانات لأشخاص ساهموا في الكساد والفساد على كل الأصعدة، بعيدا عن اية ضغوطات مهما كان مصدرها.
كان من الأحرى بالثلاثة تثمين، تخلص هذه الأخيرة من هواتف العصابة الاجرامية التي مرغت صورة الجزائر في الوحل لأكثر من عقدين من الزمن أو ربما يزيد، فلو يسمح لنا الظرف والمكان لقمنا بكتابة اكثر من ذلك بكثير.
كان من الأحرى ان ينحني الثلاثة وهم من ظلموا في عهد النظام السابق، وتجرعوا ويلات الاهانة والظلم، الوقوف وقفة رجل شريف، لا ناكرا للجميل أمام التحديات التي تواجهها مؤسسة الجيش قيادة وأفراد، وبدل تحميلها هذه التبعات انصافها من الأيادي التي تريد لبطش بدستورية مهامها ورسالتها في حماية الأرض والعرض.
لم يكتف الثلاثي الذي خرج علينا برسالة، لا تساوي شيئا أمام الجهود التي تبذلها المؤسسة الدستورية الوحيدة الواقفة بفضل تماسكها وولاءها للوطن، في حماية الحراك الشعبي من أية مزايدات أو تسللات لغرباء يريدون شرا بالبلد، وها هي تخرج علينا بمقدمة لرسالة، كان قد سبقهم إليها الرئيس المجاهد اليمين زروال وهي مقدمة، لم ترق إلى مستوى التطلعات التي راهن الشارع الجزائري عليها، على الأقل رسالة زروال كانت أكثر جرأة وشرفا، مما نراه اليوم من ثلاثي اجتمع لا ليقول شيئا جديدا، بل عجبا وهم يجعلون من الجيش متهما أو ضالعا فيما يدور من أحداث، متجاهلين أو متغافلين انه وفر الحماية للعدالة، وساهم في الوقوف مع شعبه لمحاربة أطراف العصابة المجرمة منذ حراك الـ22 فيفري الذي أريد له غاية أخرى، غير هذه، فأنقلب السحر على الساحر.
ان الدعوة إلى فتح حوار صريح، لستم أول من دعا إليها بل هي مطالب القيادة العليا للجيش، وفي كل خرجة للفريق ڤايد صالح يدعو فيها إلى ذلك، فليست بالجديدة، من أجل إيجاد حلّ سياسي توافقي يستجيب للطموحات الشعبية المشروعة، أمام حالة الانسداد التي نعيشها، والتي تحمل أخطارا جسيمة تضاف إلى حالة التوتر القائم في محيطنا الإقليمي.
كان على الثلاثي البقاء في كهف الشيخوخة، والنذر لله صوما، فلم تعد أوراقهم تنفع لمدينة، حولها الشارع إلى طموحات أكبر من حروفهم، حراك يحميه الجيش من المناوئين، وعليهم بمراعاة تبعات المرض والصيام فقد عملت فعلتها.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024