خارج السرب

حراك الشعب وجيشه

نورالدين لعراجي
25 ماي 2019

تحمل بعض الاصناف البشرية حقدا كبيرا لمؤسسة الجيش، فلا تدع أي لحظة تمر حتى تطعن في هذه المؤسسة وهيئاتها الامنية، التي لا تغفل عينها، عن توفير الطمأنينة والأمن للمواطنين، وهاهي الاصوات النشاز تغرد خارج أسرابها، توزع صكوك الغفران المعادية لكل الشرفاء والوطنيين، ممن اصطفوا الى جانب قوات بلدهم وساندوها في السراء والضراء، محاولين تشويههم بشعارات يعرف الجميع مخابرها الدنيئة وتوجهاتها الراديكالية دفاعا عن اصحاب الاوليقارشية المالية وأذرعها السياسية.
المشهد السياسي أصبح أكثر وضوحا، وشتان بين فريقين، فريق يدعو إلى بناء وطن يحلم به الجميع، وفريق يدعو إلى تخريب وطن لتعش فيه فئة من الناس دون غيرها، شعاراتهم نحن وبعدنا الطوفان، في المقابل يتخندق الشرفاء في مركز الحراسة، يدهم على الزناد والأخرى تلوح، “ان لم تكن أسدا تحمي عرين بلدك، فلا تكن كلبا يعوي على حماة بلدك”.
منذ ان تظاهر أصحاب السترات الصفراء في الشوارع الباريسية، لم نشاهد ولا مرة رفع فيها المتظاهرون لافتات تسيء للجيش، ولا شعارات تقزم المؤسسة العسكرية، حتى وان وصل التظاهر حد العصيان والحرق والنهب، لكن بقيت المؤسسة بعيدة كل البعد عن أي مساس بهيبتها وقداستها ومهامها النبيلة، عكس ما يحدث عندنا في حراك الشوارع، تحضر الشعارات واللافتات الكبيرة وتشتم قيادة الجيش، بل يصل الحقد ببعضهم الى نعتها بأوصاف لا يليق المقام لذكرها، والنتيجة ان هؤلاء العملاء مأجورون تحت وصاية افرنجية جلية للعيان.
الحراك هوحركة الشعب وجيشه وأي محاولة لوضع معالم فاصلة بين طرفي المعادلة هي مغامرة، فلا يحاول اوصياء الموجة الاخيرة ركوب ذلك، العواصف الموسمية مهما كبر حجمها، سيأتي الفرج من ضلعها عاجلا ام آجلا والزمن كفيل في كشف نفيس المعادن من بخسها.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024