سلوكات في قفص الاتهام

« الطورطة « بـ «الغبار»..؟

حامد حمور
25 ماي 2019

يختلف مفهوم النظافة واستهلاك أغذية في حالة مواتية بشكل كبير بين المستهلكين .. انها خلاصة الملاحظات التي نقف عليها ونحن نتجول في الأسواق العاصمية في شهر رمضان، حيث تعرض وتقتنى مواد سريعة التلف في ظروف غير مواتية، وهي «ظاهرة منتشرة بشكل معتبر.
غزا باعة «الطورطة» ومختلف أنواع الحلويات جوانب الأسواق حيث يعرضون سلعهم في شاحنة دون أدنى شروط النظافة أمام انتشار الغبار وروائح القمامة في عدة حالات .. إنها مناظر مشمئزة ومؤسفة في آن واحد.
لكن الأدهى من ذلك، أنه مباشرة بعد مجيء هذه الشاحنات إلى السوق نجد الزبون «يهرول» نحوها لاقتناء « طورطة بالفواكه «، حيث نسمع تعاليق تؤكد أن المهم بالنسبة للزبون هو استهلاك هذه الحلوى في الشهر الفضيل، والباقي لا يهم .. فقد صادفنا أحد المتعودين على هذا المحل .. عفوا الشاحنة يقول للبائع: « يعطيك الصحة البارح عجبوهم الطارطات .. أعطيني 6 تاع الفاكية « ...؟
 في حديث مع هذا الزبون قلت له : « ألا تخاف من نوعية هذه الحلوى والطريقة التي حضرت بها و كذا عرضها في شاحنة في ظروف غير مواتية تماما ؟» .. فكان الرد مفاجئا للغاية قائلا: « يا أخي أنا أستهلك هذه الحلوى منذ سنوات وأعرفها أنها في حالة جيدة وتعوّد الأطفال عليها.. و عرضها في الشاحنة لا يعني لي أي شيء، كوني أعرف أنها جديدة من جهة ومن جهة أخرى فإن السعر المناسب هو المحفز الأساسي لأن الحلوى في المحلات أصبحت بأسعار خيالية «.
منطق غريب ومشجع على انتشار باعة الحلويات في الشوارع الذين رغم عرضهم لهذه المادة في ظروف سيئة وفي عز حرارة المناخ، فإنهم «يلعبون على «وتر الأسعار» الذي يجذب المستهلك الذي « يشتهي»  الطورطة في رمضان دون ان يعير أي اعتبار للنظافة فيعرض نفسه وأطفاله لتسمّمات محتملة ..في غياب «ثقافة استهلاك « على نطاق واسع .. لتكون هذه السلوكات في قفص الاتهام من الجانبين أي التاجر والمستهلك في آن واحد.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024