«فضاء المعرفة»... نادٍ علمي في ثوب عائلة

أسامة إفراح
02 جوان 2019

لم أكن أعلم شيئا عن نادٍ علمي باسم «فضاء المعرفة»، قبل أن تتصل بي، عشية اليوم الوطني للطالب 19 ماي، حينما اتصلت بي إحدى المكلفات بالاتصال على مستوى النادي، تستدعيني لتغطية حدث «الإنسانية: الشباب في حركة»، بالمكتبة الرئيسية ببومرداس.
كان هذا الحدث، الذي استضاف متحدثين حول مفهوم الإنسانية والنشاط التطوعي وأبعاده المختلفة، فرصة لاكتشاف طلبة شباب من تخصصات مختلفة، ينظمون تظاهرتهم بأنفسهم وبإمكانياتهم المادية والمعنوية الخاصة، ويتوقون إلى التعلم والاستزادة من تجارب من سبقهم، والتطلع إلى آفاق لا تتقيّد بالتخصص الجامعي.. ومن هنا، بدأت رحلة التعرّف على «فضاء المعرفة».
يرى أعضاء هذا النادي بأن الطالب «ركيزة الوطن، وخطاه الناجحة الثابتة نحو المستقبل تعني تقدم بلاده نحو غد أفضل». لذا، ومن منظور المجتمع الذي يعلّق آماله على طلّابه، أسّس النادي العلمي والثقافي «فضاء المعرفة» في 24 جانفي 2006 بكلية علوم المهندس بجامعة بومرداس.
للنادي أهداف عديدة يرمي إلى تحقيقها، نذكر منها: تحضير الطلبة للحياة المهنية، عن طريق زرع روح العمل الجماعي، وتحقيق التعاون بين الطلبة من خلال المشاركة في النشاطات العلمية، والسماح لهؤلاء بأن يكتسبوا تجارب في عديد الميادين، وكذا تحسين وتطوير إمكاناتهم الذاتية لتمكينهم من مواجهة مشاكلهم المستقبلية بأنفسهم. ونجد في مركز أهداف النادي تحسين الحياة الطلابية من خلال نشاطات متعددة، علمية وثقافية واجتماعية، على غرار تنظيم الملتقيات والندوات، والنشاطات والأيام العلمية، وتكوين الطلبة في مختلف الميادين، وإحياء الأيام العالمية والوطنية.
كما حاز النادي على جوائز في مناسبات عدّة، على غرار الجائزة الأولى للتواصل من عند مؤسسة فريدريك إيبيرت شتيفتونغ الألمانية، ببرلين سنة 2011، والجائزة الأولى لعلم البيئة سلمتها وزارة البيئة في جوان 2012 وماي 2013، وجوائز أفريقية تراوحت بين الأولى والثانية لأفضل الابتكارات في تظاهرات قارية.
من بين محاسن «فضاء المعرفة» أنه يجمع بين مختلف الأجيال، حيث أكد لنا أعضاؤه الحاليون أن الأعضاء القدامى يتواصلون مع النادي، ويساهمون في أحيان كثيرة في نشاطاته، ويساعدون بقسط من تراكم الخبرة التي اكتسبوها داخل الجامعة وخارجها.
كما أن النادي مفتوح لعديد التخصصات العلمية، بين العلوم التجريبية والعلوم الإنسانية واللغات، وهو ما يشكّل فسيفساء تعكس بشكل أكبر الفسيفساء الطلابية الجزائرية. ولكن الانضمام إلى النادي ليس اعتباطيا ولا عشوائيا، إذ يتم إجراء مقابلة مع المترشح للنادي قبل قبوله، وهذا ما قد يشرح الترابط الذي نلاحظه بين الأعضاء، الذين عبّروا لنا في أكثر من مناسبة أنهم يشكلون «عائلة واحدة».
 يعتمد «فضاء المعرفة» غالبا على الاتصالات الشخصية في التواصل مع الضيوف والمحاضرين الذين ينشطون التظاهرات واللقاءات، ولكن هذا لم يمنع أعضاءه من تنظيم تظاهرات ذات مستوى، سواء من حيث المضمون أو التنظيم أو القيمة المضافة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024
العدد 19445

العدد 19445

الأحد 14 أفريل 2024