من بين التقاليد الجميلة، التي يتقاسمها أعضاء النوادي العلمية «أوريكا» و»فضاء المعرفة»، و «إلكترو» تقليدا جميلا و هو تسليم المشعل من حين لآخر بين الطلبة المتخرجين و الطلبة الجدد، إلى جانب تنظيم كل بداية سنة دراسية يوما ترحيبي بالناجحين الجدد في شهادة البكالوريا، يقدمون من خلاله مزايا و أنشطة النادي و يفتحون بذلك باب الانخراط على شاكلة الأخوية في الجامعات الأمريكية.
غير إن الصداقة و المودة و روح التعاون و المشاركة التي تجمع بين النوادي الثلاثة تستحق التشجيع ، حيث عمد كل نادي إلى دعوة النوادي الأخرى و المشاركة في أنشطتها، حيث وجد الطالب المختص في العلمي مكانا له في المقاهي الأدبية و الندوات الفكرية، و ساعد بدوره طالب التاريخ أو اللغة أو الأدب في فهم المواد العلمية ، ناهيك على إبقاء سبل التواصل قائمة بين الجميع من خلال شبكات التواصل الاجتماعي العديدة.
من بين المبادرات التي تصنعها هذه النوادي، تنظيم حملات التطوع لحماية البيئة و المحيط ، والمبادرات الخيرية لفائدة المحتاجين، هذا إلى جانب تنظيم ملتقيات تحت شعار «قصص نجاح» و هي دورات ينشطها قدماء النادي الذين تخرجوا و أسسوا حياتهم المهنية و نجحوا، حيث يقدمون للطلبة خلال هذه المناسبات بعض التفاصيل عن تجاربهم مع نصائح قيمة قد تفيدهم مستقبلا.
من بين الفاعلين في هذه الملتقيات الذين تم ذكرهم « وائل بالة، الذي أسس شركة لإنتاج العسل، وجابر جاري، صاحب وكالة اتصال تتعامل مع اكبر الشركات العالميةـ جمال مراح، صاحب مبادرة التطوع للنظافة و الحفاظ على معالم تاريخية و أثرية بتلمسان، حليم لفكير مؤسس الموقع الالكتروني دنيا، أنيس سعيدون و الناشطة جنيا زاد صاحبة الأعمال التطوعية لفائدة أطفال الدول الفقيرة.
تبقى الأنشطة في فن البلاغة و المناظرة و الخطاب أنشطة تسهر النوادي على تنظيمها باستمرار في محاولة منها لتكوين الطلبة على تعزيز قدراتهم في إدارة النقاش و اكتساب الثقة و تهيئهم إلى سوق العمل حيث يتعلمون خلال هذه الدورات أو اللقاءات التي غالبا ما ينشطها أساتذة و مختصين في مجالات عدة.
ما يتعلمه الطالب من خلال مشاركته في هذه النوادي يضاف إلى سيرته الذاتية و يكون بمثابة أول تكوين لبداية حياته العملية بعد التخرج و كذا بناء مستقبله.
لكن تبقى كل هذه المبادرات في حاجة إلى تشجيع من المسؤولين و المختصين و رجال الأعمال و كذا المؤسسات الصناعية و غيرها التي قد تجد فيها مناجم لطاقات خام و موارد بشرية متعلمة و متحضرة و متكونة في شتى المجالات من السهل الاعتماد عليها مع قليل من الإدماج و التكوين في الرفع من مستوى البحث العلمي و كذا تطوير الاقتصاد الوطني.