بين الرجولة والوقاحة

نورالدين لعراجي
21 جوان 2019

قراءات عكسية سبحت عكس التيار، وأخذت لنفسها موقفا معارضا ، فكان لها ان اصدرت حكما مسبقا على وضعية هي في غنى عنها، لم تكن كلمة الفريق قايد صالح الاخيرة حول رفع الراية الوطنية دون غيرها في الحراك الشعبي ، القصد منها الاساءة الى هويتنا الامازيغية بأي شكل من الاشكال.
فخطاب القيادة العليا للجيش جاء كرسالة واضحة لأصحاب التفرقة والشقاق ، ممن توهموا انهم يؤسسون لدولة الماك الوهمية، اولئك الذين  يثيرون النعرات  واصحاب العلم الأول بأغصان الزيتون وليس الثاني الذي يمثل الهوية الأمازيغية القحة بأبعادها  التي كرسها الدستور، حيث وصل بهم  الحد ان رفعوا علم الانفصال، وانزلوا الراية الوطنية، وهي سلوكيات غريبة لا تصدر إلا من مرضى النفوس، من كلفوا بمهمة، كما هو الشأن في محطات سابقة، حيث احتضنت جامعة جزائرية مداخلة لزعيم الانفصال ، اعلن هذا النكرة ، فكرة تقرير المصير والانقسام، وهي مطالب اقرب الى اضغاث احلام من حقيقة لا نريد رؤيتها مجسدة في جزائر واحدة موحدة ، جزائر ضحى من اجلها قوافل من الشهداء باختلاف اعراقهم وأنسابهم.
فرق شاسع بين الرجولة والوقاحة ، ان تكون رجلا عليك بالتصدي لكل المؤامرات الخبيثة الداعية لزرع السموم، في اوساط الشعب، لان التاريخ يجمعنا ولا تفرقنا الجغرافيا ،من العيب ان نقبل بالتبول على راية الشهداء، او الدوس عليها، فالجزائر واحدة قوية بأبنائها، لا بأعدائها.
الجزائريون يتنوعون ثقافيا وتاريخيا، توجد رايات عديدة ترمز لثقافات مختلفة مثل راية اولاد نايل  التي ترمز الى الخيمة  الكبيرة بألوانها المميزة وهو اكبر عرش في الجزائر، هناك الشاوية، بنو ميزاب، الطوارق، الخ  في كل منطقة  من مناطق الوطن،  هناك موروث ثقافي يجمعنا جميعا  يمنحنا هذا التنوع والافتخار والتميز عن بقية الشعوب الاخرى، ولم يكن هذا التنوع يوما مشكلة او قضية.
الراية الوطنية حملها عميروش في الحضنة، واستشهد من أجلها بن بولعيد في الاوراس، ولقي ربه سليمان عميرات وهو يقبلها، وقاوم من اجلها غطرسة الاستعمار والتعذيب العربي بن مهيدي، وتحدى من اجلها  المقصلة الشهيد احمد زبانة، وسكنت رصاصات غادرة جسد الطيب الوطني بوضياف ولم يبدل تبديلا.
الجزائر هي هذا التنوع الكبير بكل ثقله التاريخي والهوياتي  الصامد رغم محاولات الاستلاب والطمس، بقدر ما حاولت فرنسا زرع سمومها وسط اطياف الشعب الواحد، إلا انها فشلت منذ قرن ونصف من الاستدمار، فلا ننسج من القراءات العكسية للأشياء قميص يوسف،لان الدم الكذب  يظهر للعيان وما بني على باطل فهو باطل.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024
العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024
العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024