ما أنجزه الخضر في القاهرة يعد انتصارا باهرا يضاف إلى سلسلة الإنتصارات التاريخية للجزائريين في شتى القطاعات الحيوية المسجلة في مسيرة هذا الشعب عسكريا سياسيا إقتصاديا إجتماعيا وثقافيا أظهر فيها كفاءات نادرة ومهارات فائقة في العثور على الإجابات الشافية والحلول اللائقة إعتمادا على كل هذا الكم النوعي الهائل من المورد البشري الفريد .
والإنتصارات القياسية المحققة بأرض الكنانة بمصر ليست رياضية فقط . أو مجرد أرقام للمرور إلى الأدوار الثانية « ثمن الربع، نصف النهائي و النهائي» وإنما نصنفها ضمن الوثبة النفسية الراقية والإرادة الصلبة .. للجزائريين في ترجمة تلك التفاعلات إلى عمل ملموس يسمى الفوز .. إيمانا منهم بأن الأزمة تلد الهمة ... ولا يأتي الخير إلا بالخيرين .. بفضل مايتحلون به من حب الريادة وتولي الصفوف الأولى بين الشعوب والأمم .
إنها معركة إثبات الثابت لدى الآخر .. وخير دليل على ذلك إقحام المصطلحات العسكرية في التعليق الرياضي كتشبيه اللاعبين ب»المقاتلين» والفريق بـ « الكتيبة» والمجموعة ب « الكومندوس» والرمزية من كل هذا هو ربح
«المعركة» هذه الصفات المتداولة في هذا الوسط على لاعبينا في كأس افريقيا للأمم بالقاهرة ... كونه تغلب على ٣ فرق كينيا السينغال وتانزانيا .. والبقية تأتي .
هذه الإنتصارات المتتالية والإستثناية في آن واحد صححت مسارا نفسيا بداخل الإنسان الجزائري باتجاه عودة تشكيل نواة نشوة الفوز وإقتحام الصعاب وخوض الخطوب لإعلاء اسم الجزائر وعلمها خفاقين في المحافل العالمية التي لا تؤمن إلا بالبلدان القادرة على تسيير نفسها بالمنهجية المدروسة المحققة للنتائج المسطرة .
هكذا يسير العالم اليوم لا يأبه للضعيف والجزائر تدرك هذه الحقائق إدراكا كاملا وشاملا ولا تتهاون في هذا الشأن وأي إنتصار تحققه يليه إنتصار وآخر وهكذا فنحن على مرمى حجر من التسوية السياسية ... تتبعها مباشرة بالجدوى الإقتصادية .