النخبة طرف مهم في معادلة التغيير

فنيدس بن بلة
14 جويلية 2019

الندوة الفكرية التي نظمها المجلس الوطني لأساتذة التعليم العالي والبحث العلمي CNES رفقة الأسرة الجامعية، أول أمس، جديرة بالعودة إليها والتوقف عند مدلولها وغاياتها في ظرف استثنائي تعيشه الجزائر يفرض أكثر من مقترح حلول ورؤية استشرافية تحدد أسس وملامح المرحلة المقبلة بروح التجدد والتقويم وبلغة مهادنة لا تقبل أي تشنج أوغلو.
الندوة الفكرية التي جرت بقاعة المحاضرات هيغو شافيز بكلية العلوم السياسية والعلاقات الدولية أجابت على السؤال المحير أين دور الجامعة في المعترك السياسي الراهن ؟ ولماذا الصمت المطبق في مشهد يغلي كالبركان ومحيط يعرف حراكا شعبيا يتمادى في مطالب التغيير والإصلاحات العميقة محل تطلع وانتظار بأقصى درجات الصبر والحرقة؟
الندوة الفكرية التي عرفت مشاركة شخصيات ممثلة للدولة ومنتخبين وجامعيين لهم مساهمات فكرية ومراجع لها وزنها في الفكر السياسي ونظريات علم الاجتماع واستراتيجية اتخاذ القرار، أعادت إلى الواجهة دور النخبة في التغيير وإنارة الرأي العام  الذي بلغ درجة التشبع من أفكار ومعلومات غير مؤسسة مروجة عبر شبكات التواصل الاجتماعي أو ما يعرف بالإعلام الموازي غير المستند في الغالب إلى قواعد أسس المنهجية وفنيات الكتاب الصحفية وأبجدياتها.
فكانت بحق خارطة طريق الجامعة للحوار الوطني حديث العام والخاص. الحوار الذي تتقاطع حوله مختلف الأطياف ومكونات الطبقة السياسية المروج عبر أكثر من منبر غايته بلوغ التوافق المنتظر الممهد الأرضية للانتخابات الرئاسية مخرج النجاة على الإطلاق.
إنه الحوار الذي توقف عنده أكثر من متدخل ومحلل، مرافعا من أجل الحل الدستوري لتجاوز أية مغامرة وانزلاق تدخل البلد الأمين في فوضى وشكوك قدت حمل كل المخاطر على الاستقرار الوطني المحقق بالتضحيات والدم والدمع.
أكد على هذا الطرح أكثر من مرة عبد الحفيظ ميلاط رئيس المجلس الوطني لأساتذة التعليم العالي والبحث العلمي، معيدا إلى الأذهان أهمية النخب في التأثير على مجرى الإحداث، صنع الرأي العام وتولي قيادة الأمة، مضيفا أن الخارطة التي ارتسمت معالمها في مدرج هوغو شافير الشهير ، تحمل إجابات على إشكاليات الراهن والآتي وتحدد الآليات القانونية التي اعتبرها مطلبا ملحا غير قابل للتنازل أو القفز عليها أو شطبها. وهي آليات تتصدرها اللجنة الوطنية لتنظيم ومراقبة الانتخابات في إطار دستوري.
من جهته، وضع رابح شريط رئيس جامعة الجزائر 3 النقاط على الحروف بالرد على المشككين في لعب الجامعة الجزائرية دورها وإعلاء المشهد السياسي بعرض مقترحات حلول لأزمات معقدة لم تجد حلولا جذرية من أصحاب القرار فأجلت إلى أكثر من مرحلة. وقال شريط إن اللقاء الوطني يبرز مجددا مكانة النخبة الجامعية في إسماع صوتها وعرض رأيها استجابة لنداء الوطن وصرخات مواطن دوت في مسيرات الجمعة والثلاثاء تطالب بمضاعفة الجهود في سبيل التوصل إلى حلول توافقية لم تقبل الانتظار الطويل.
لقد اتهمت النخب أكثر من مرة بأنها أدارت ظهرها لحراك لم يعد يقبل بنظام سياسي تهاوى، وانفجار واقع يبحث عن الأسباب الكامنة فارضا حلولا واقعية لأزمة مستعصية.اتهمت النخب بأنها أغلقت على نفسها في برجها العاجي ولم تكلف نفسها عناء الاتصال والتواصل مع قاعدة فقدت الثقة في كل شيئ وتشدد على إحداث القطيعة مع رموز نظام ومؤسسات لم تعد تستجيب للتطلع والطموح. اتهمت النخب بأنها في علاقات تصادم مع المواطن حتى جاء اللقاء الوطني لإعادة الأمور إلى نصابها وإظهار بالملموس أن النخبة حاضرة وهي الطرف الفاعل الأساسي في معادلة التغيير والحلول الممكنة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024