انتصار خرافي وهزيمة «فيشي بيز »

بقلم : نور الدين لعراجـــي
15 جويلية 2019

ما عاشته فرنسا في عيدها الوطني  المصادف لـ 14جويلية، يشبه هزيمتها على أيدي النازية وتنصيب الحكومة العميلة للمارشال فيشي، فقبل مباراة الجزائر-  نيجيريا، اتخذت فرنسا تدابير أمنية مشددة، بدافع حماية ليلة عيدها الرسمي، وتضييق الخناق على احتفالات أكبر جالية مغاربية على الأراضي الباريسية، ومنه منع الأنصار الجزائريين من الاحتفال بمتعة الفوز والتأهل إلى النهائي.
تصريحات نارية مسمومة سبقت التأهل التاريخي لرفاق محرز، أطلقتها شخصيات سياسية، نواب ورؤساء أحزاب على رأسهم الحقودة «ماري لوبان»، حين وصفت الأنصار بصفات بشعة مسمومة، وإن كانت هذه الأخيرة، معروفة بعدائها المقيت  للجزائر ولشعبها، مثلها مثل والدها، ولكن عندما يعرف السبب، يبطل العجب كما يقال، العرق دساس والحقد ملة واحدة.
ما كان متوقعا حدوثه في أذهان ومخيلات الأعداء التاريخيين ومن تبعهم من أنذال، مغادرة رفاق بلماضي أرض الفراعنة بخفي حنين، خاصة أمام خصم عنيد كنيجيريا، ومالم تكن تتوقعه إدارة حكومة «فيشي بيز» العميلة والمدافعة عن زمرة الفساد والمفسدين في الجزائر، أن الافناك سيوقعون على أرض قاهرة المعز وثيقة جديدة بعد «نوفمبرية - باديسية»، ستليها «جويلية – باريسية»  تضاف إلى سجل الإنجازات التاريخية التي بدأت بمباركة الحراك الشعبي، بمعنى أن العيد الوطني  الذي تحضر له باريس، لن يكون إلا بطعم استقلال الجزائر، ولن يكون غير ذلك، وهو ما حدث وأخلط أوراق الشانزيليزي وأدخلها في حيرة تشبه تسليم مفاتيح فرنسا لحكومة «فيشي» في الحرب العالمية الثانية.
ضربة محرز الأسطورية .. صورتها مدونات العالم الافتراضي على شكل المنجل، وهي تنطلق كقبضة نازية نحو شباك الخصم، تيمننا بمنجل العدالة ضد رموز الفساد، أحرجت ديغول في قبره، عندما كان يقول «الجزائر- فرنسية «، وهاهم محاربو الصحراء يرددون من قاهرة المعز، بأنها ستكون « فرنسا - جزائرية «، فزعزعوا أركان الحلم الباريسي، وصنعوا فرحة خرافية، أفسدت عرس الافرنج وذكرتهم بتاريخهم الاستعماري الاستتبدادي، فرحة يكتبها التاريخ بأحرف من ذهب.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024
العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024
العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024