من إليزي إلى الشانزليزيه

بقلم : نور الدين لعراجـــي
20 جويلية 2019

صنع أشبال بلماضي الحدث الافريقي على أرض الكنانة، وحققوا فوزا خرافيا من ذهب، فوزا غيبته الظروف والأقدار السياسية لأكثر من عشرين سنة خلت، لم تكن البحبوحة المالية كافية لتصنع نجوما من محاربين في قاهرة المعز، ولم تكن الأموال بالعملة الصعبة كافية لشراء أقدام يكون ولاؤها للوطن وليس غير الوطن .
فشلنا في تكوين فريق يليق بهذا الشعب الذي خرج عن بكرة أبيه مناصرا له، شعب تحمل مشاق السفر وتكاليف الرحلة، فتحولت أرض الفراعنة، إلى محج  الأنصار والمحاربين. فشلنا في الوصول إلى مدرب وطني يلغي عقود المدربين الأجانب، من أجندات العصابة المتداولة على بناية دالي ابراهيم، عصابة شعارها الفساد، نهبوا الخزينة العمومية واستفادوا بأموال خيالية لا تقدر بثمن، منها تلك التي رجحها التحكيم الدولي لصالح بعضهم، بعدما أجبرتنا الظروف على إلغاء عقود العمل معهم.
فشلنا في السياسة، في الاقتصاد، في الثقافة، فشلنا في استعادة أرشيف ثورتنا، ولا أتحدث عن استعادة جماجم شيوخ المقاومة، التي أصبحت عند أويحيي، لا تعني شيئا، فشلنا في صناعة أفراحنا، فتأجلت كما يؤجل الحرث حين تشح الأمطار، فشلنا في الحلم كما يحلم به الملايين، فشلنا في بناء مستشفيات تليق بمرضانا، فشلنا في تحقيق سعادتنا، لكننا ساهمنا في إسعاد الآخرين من السماسرة والمافيا.
لم يسعفنا الحظ في تخطي بوابة إفريقيا رغم الفقر المدقع، لم تشفع لنا دموع الملايين من أبناء الجزائريين وقلوبهم وجلة إلى الكأس السيدة، كأن القدر كتب لنا ذلك الرضا الحتمي، فتزايد الفشل أضعافا مضاعفة.
فشلنا في إدخال فرحة بحجم البهجة التي صنعها الشعب من إليزي في أقصى جنوبنا، حيث أنابيب الغاز إلى غاية الشانزليزيه، أين يلهث أبناء الجالية هناك وراء لقمة العيش في المدن الفرنسية « ليون، باريس، مارسيليا، نيس «، وغيرها من المدن الأخرى، فكان الأجدر بمسؤولي هذا البلد الحفاظ على كواداره وطاقاته، وعوض هجرتها إلى الضفة الأخرى، الاستفادة منها وتأهيلها في وطنها.
الاستثمار في الإنسان سلعة نادرة، الوصول إليه لا يستدعي الكثير ولا يتطلب جهدا إضافيا، المطلب يتوقف عند إرادة السلطة السياسية، وكيفية مجاراتها بالصراحة المحمودة لا الجارحة، حينها سنقول إننا وصلنا إلى الحلم المبتغى.
امتداد الفرح من أوطاننا صبغة جزائرية بامتياز، حين يتعلق الأمر بالراية الوطنية، لا نجامل ولا نهادن، بل نقاوم إلى آخر نقطة تلزم الطرف الآخر، إما التنازل أو الاستسلام، تلك الجينات ورثها رفاق بوجناح، بلعمري، من جزائر 22 فيفري، لتنتقل عدوى الحراك من الشوارع إلى أرضية المستطيل.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024
العدد 19445

العدد 19445

الأحد 14 أفريل 2024