حصادالخميـس

«التقاعد الحراشي « .. وشعارات الربع الاخير

بقلم : نور الدين لعراجـــي
14 أوث 2019

ماذا لو يتوقف دعاة «مدنية  مدنية .. ليست عسكرية « دقائق معدودات ، فينظرون خلفهم في المرآة ، علهم يجدون أخيلتهم لا تزال عالقة على حواف الظل  لم يمسسها سوء ، ولا تزال بقايا اللعاب المتطاير جراء الصراخ والعويل،  قابعة المكان  لم تبرحه ، وهم يطالبون بالأمس القريب في تسعينيات القرن الماضي، بتدخل الجيش لوقف المسار الانتخابي ، ومجابهة خيارات الشعب، عندما عبر عن صوته  في صناديق الاقتراع،  رافضا حزب جبهة التحرير الوطني .
تدخل الجيش في العشرية الحمراء، اغرق البلد في دوامة عنف رهيبة، لا نزال نتجرع عواقبها الوخيمة الى اليوم، فيما حافظ هؤلاء على مناصبهم ووظائفهم  السامية في دواليب الدولة ، لم يمسسهم سوء ، ولو قيد أنملة، لكن عندما تعرضت مصالحهم وعرابيهم الى السجن واكتشف فسادهم، لم يجد هؤلاء من حيلة يفكون بها سحرهم، سوى المطالبة بإبعاد الجيش عن ما يحدث في البلد، وكأن الجزائر عصية عن انجاب الرجال.
اختارت غالبية الشعب تخندقها بعيدا عن الحزب العتيد ، انتقاما من بقايا الحرس القديم الذي لم يحافظ على سلالتها، او تعبيرا على قسوة التذمر من برامج الاصلاحات المغشوشة  حيث ،كانت وبالا على الشعب، بل زادت الوضع تعفنا وتحريفا ، هي خيارات  نعرج عليها على  سبيل الذكر لا اكثر، لان المقام لا يسمح بالتطرق الى ملفات لا تزال فصولها مفتوحة على مفاجآت عديدة .
دعاة «المدنية مدنية « لم يحفظوا الدرس جيدا، او يعتقدوا جازمين ان مثل هذه الشعارات ستؤتي أكلها ، وهم الى الاحلام الوردية اقرب من الواقع ، لان العصابة التي كانت صاحبة الآمر والنهي، احالها الحراك الشعبي الى «التقاعد الحراشي»  اجباريا حضوريا، ومثل هذه الصرخات الفاشلة، مآلها الربع الاخير من مسرحية «شاهد ماشافشي حاجة»
الغريب  ان هؤلاء ليسوا وحدهم ضد مرافقة الجيش للحراك  ومن خلاله القيادة العليا للجيش، بل ان فرنسا نفسها ضد جيشنا ،الذي وقف لها بالند في مواقع كثيرة، يذكرها التاريخ  بدءا  من مالي.. ليبيا  ثم القاعدة العسكرية  «ماداما «بالنيجر.
كيف نفسر هذا التكالب على مؤسسة هي خط أحمر، في كل الحالات ناهيك، عن الدور التي تقوم به اليوم في ظل هذا التكالب المعلن والمتستر وبالوكالة، النتيجة حتما واحدة، فمادامت هذه المؤسسة تزعج فرنسا وأذنابها  فهي على  حق، ولا تجتمع فرنسا على خير الجزائر، إلا اذا كانت مصلحتها هناك.تعددت الاسباب والهدف واحد، ولا عجب ان يخرج علينا نواب الافرنج  يصرخون  من برلمانهم الاوروبي، ان الامر يهدد مصالح فرنسا مستقبلا، لو استمرت هذه الاصلاحات في الجزائر.
الموقف  يقودني  الى ما قاله  الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، «عجبت لدولة صغيرة مثل فرنسا تتحكم في 14 دولة افريقية ليس لان فرنسا عندها سلاح  نووي، بل لأنها  تمتلك اكبر من ذلك بكثير وهم الحركى والخونة والعبيد ،جيناتهم مصنوعة من الذل  يقتلون شعوبهم  ويدمرون  اقتصادهم وينهبون ثروات بلدانهم ويوصلونها دون ان ينقص دولار او غرام من ذهب إلى اسيادهم»  
حكمة الحصاد
«الاوطان لا تموت من ويلات الحروب لكنها تموت من خيانة ابنائها».

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19450

العدد 19450

السبت 20 أفريل 2024
العدد 19449

العدد 19449

الجمعة 19 أفريل 2024